شارك مختصين من أمانة المنطقة الشرقية برئاسة معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير ، في ملتقى التخطيط الحضري الأول، الذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، المقام حاليا في الرياض بعنوان "توجهات حديثة في التخطيط الحضري نحو مدن مزدهرة"، وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض انتركونتيننتال ، بورقة عمل بعنوان ( بناء الشراكات في التطوير الحضري تجربة مدينة نصف القمر ). وأوضح مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام المتحدث الإعلامي بالأمانة محمد بن عبدالعزيز الصفيان أن ورقة العمل قدمها كلا من مدير عام التخطيط العمراني المهندس مازن بن عادل بخرجي و مدير إدارة الدراسات والتصاميم المهندس زكي بن حسن العمران، حيث استعرضت الورقة المقدمة حول المدن الساحلية وأهميتها بالإشارة إلى حاضرة الدمام، التي تعد من المناطق الرئيسية بالمملكة التي يرتادها الزوار من داخل المملكة وخارجها وعليه فقد سعت أمانة المنطقة الشرقية خلال الأعوام الماضية للاهتمام البالغ بكافة المناطق الساحلية وخاصة مدن ومناطق حاضرة الدمام والعمل على تطويرها دعماً لتنشيط الاقتصاد السياحي بالمنطقة وحرصاً على تعزيز مفاهيم الاستدامة في تطوير التخطيط الحضري بحاضرة الدمام والمدن التابعة لأمانة المنطقة الشرقية. وذلك استنادا على الإستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة والتي تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق تنمية عمرانية متوازنة وتقليل الفوارق الإقليمية بين مناطق المملكة. وأفاد أنه انطلاقاً من إستراتيجية التنمية العمرانية للمنطقة الشرقية قامت أمانة الشرقية من خلال الممارسات التخطيطية المختلفة بتعزيز التكامل في الاستعمالات بمدن حاضرة الدمام والقيام بالاستغلال الأمثل للإمكانات السياحية المتميزة بالمناطق الساحلية بها عن طريق عدد من الممارسات بالدراسات التخطيطية الكبرى كالمخطط الإقليمي للمنطقة الشرقية والمخطط شبة الإقليمي لحاضرة الدمام والمخطط الهيكلي لحاضرة الدمام والمخطط الإرشادي لحاضرة الدمام أو مخططات تقسيم الأراضي الواقعة بالمناطق الساحلية . و تمثلت بعض تلك الممارسات في عدد من التجارب أهمها تخصيص مناطق ترفيهية وسياحية بالمخطط الهيكلي لحاضرة الدمام و محافظتي القطيف و رأس تنوره و ضبط اشتراطات وضوابط أنظمة البناء بالمناطق المطلة على السواحل بالمخطط الإرشادي بما يسهم في الاستغلال الأمثل للإمكانات السياحية لتلك المناطق و رسم حدود التنمية من جهة الساحل من خلال اعتماد المسارات النهائية للردم والتجريف لساحل الخليج , والعمل على توفير البيئة العمرانية المستدامة والمتميزة بمخططات تقسيم الأراضي المطلة على الساحل سواء المخططات الخاصة أو العائدة للأمانة والتي تقوم الأمانة بإعدادها واعتمادها من خلال التنوع والتكامل في استعمالات الأراضي والذي يعزز الدور الوظيفي لها و قيام الأمانة بتصميم وتنفيذ العديد من الواجهات البحرية المميزة بكافة المدن الساحلية بالمنطقة وخاصة حاضرة الدمام ، التي توفر مساحات شاسعة من المناطق الخضراء والمساحات المفتوحة والساحات والميادين التي تقام بها المهرجانات والمناسبات الوطنية السنوية كما تحتوي على مسارات مخصصة لرياضة المشي وأخرى للدراجات بالإضافة إلى ملاعب الأطفال والمراكز الترفيهية والاستثمارية. وقد تم التركيز في ورقة العمل على مشروع مدينة نصف القمر المطلة على شاطئ نصف القمر والذي يتسم بوفرة الإمكانات الداعمة لإحداث وتفعيل تنمية شاملة واعدة ومتكاملة انطلاقاً من خصائصها الطبيعية التي تضفي إليها مقومات سياحية متميزة تساعد على قيام العديد من الأنشطة السياحية والترفيهية والتجارية والثقافية والتعليمية والصحية المرتبطة بالدور السياحي الرائد للمنطقة و تدعمه ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى مجموعة دول الجوار وكذلك المستويين الوطني والإقليمي. وأكد بأن المنطقة تحتل موقعا متميزاً للامتداد العمراني غير التقليدي لحاضرة الدمام حيث يمكن للمنطقة أن تشكل مدينة نموذجية متكاملة مستقلة يمكنها الاعتماد على نفسها في الخدمات والأنشطة المختلفة وتشكل نمطاً مختلفاً للامتداد العمراني عما هو واقع بمنطقتي غرب الدمام وجنوب الخبر (منطقة العزيزية) مما يمنح المنطقة التكامل الوظيفي اللازم لمدن حاضرة الدمام من حيث الأنشطة الرئيسية لكل مدينة. وبين أن ورقة العمل استعرضت رؤية الأمانة لمنطقة شاطئ نصف القمر والتي تتمثل في إنشاء مدينة جديدة ذات مفهوم متطور بالمقاييس العالمية وقادرة على الاستمرارية من خلال توفير جميع نواحي الحياة، العيش - التعليم - الترفيه - العمل، مع احترام التقاليد والعادات الإسلامية والمحلية والتكامل مع البيئة المحيطة وفقا لإستراتيجية التخطيط المستدام المتبعة في أمانة المنطقة الشرقية، كما استعراضت البدائل التخطيطية للمخطط العام لشاطئ نصف القمر والتركيز على شرح تفاصيل البديل المعتمد بالتركيز على شبكة الطرق والنقل العام وقد تم توضيح برنامج المشروع بشكل مختصر حيث يدعم المشروع السياحة الداخلية بخمسين ألف سرير بمنتجعات وفنادق وقرى سياحية و توفير مناطق ترفيهية كملاعب الجولف والمنتزهات المائية والحدائق المتخصصة وحلبات السباق كما تتكامل المنطقة مع مارينا يتسع لستمائة وخمسين قارباً بالإضافة إلى دعم المنطقة بثمان وثمانين ألف وحدة سكنية وأربعة ونصف المليون من الأمتار المربعة كمناطق تجارية والتي سيتم خدمتها بأحدث وسائل النقل العام ومصادر الطاقة البديلة . كما تم شرح إستراتيجية تنفيذ مشروع مدينة شاطئ نصف القمر من خلال عقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص بإنشاء شركات للتنمية والتطوير العمراني للعمل يداً بيد لتحقيق التنمية الحضرية المستهدفة، ثم قدمت عدد من التوصيات تلخصت في ضرورة إعداد خطة عمل تفصيلية لعملية تطوير شاطئ نصف القمر حسب مراحل التنفيذ يراعى فيها استخدام أنماط الاستثمار وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والترفيهية والرياضية، بمشاركة القطاع الخاص من خلال شركة تنمية شاطئ نصف القمر وإعداد الهيكل التنظيمي المقترح لشركة تنمية مدينة نصف القمر ، ويستعان في ذلك بمكاتب استشارية متخصصة لإعداد الهيكل التنظيمي ، لائحة تنظيم العمل ، الوصف الوظيفي ، اللائحة المالية ، دليل المراجعة الداخلية والأدلة الإدارية الأخرى الهامة للشركة واستخدام أنماط الاستثمار الخاصة لمشاركة القطاع العام والقطاع الخاص التي يمكن تطبيقها والمتوافقة مع نوع النشاط وعقد الامتياز المناسب .