عقدت اللجنة العربية لحقوق الانسان ندوة علي هامش الدورة 31 لمجلس حقوق الانسان المنعقدة في جنيف حول استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة ودور الاممالمتحدة في منع تجنيد الأطفال واستغلالهم في النزاعات ، قسرا او تحت وطأة المخدرات او الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، وكذلك دور المنظمات الدولية في تسريحهم وإعادة إدماجهم في المجتمع . وادار الندوة الخبير الدولي عضو لجنة الاممالمتحدة لمناهضة التعذيب عبد الوهاب الهاني، الذي اكد أهمية دور منظمات المجتمع المدني في رصد هذه الانتهاكات لحقوق الطفل ورفع موضوع استغلال الأطفال والقصر في الحروب سواء على المستوى الدولي او مع الحكومات ، وتسليط الضوء على ما يمكن عمله لحماية هؤلاء الأطفال . وعرضت رشا رشيد جرهم عضو ميثاق المرأة اليمنية للسلم والأمن الباحثة الاجتماعية لدى الأسكوا (لجنة الاممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا) فيلم فيديو يصور جهود المنظمات غير الحكومية في اليمن لإعادة تأهيل الأطفال الذين تم تجنيدهم ، وإقناعهم بالابتعاد عن حمل السلاح وإعادة إدماجهم في المجتمع والمدارس وعودتهم الي ذويهم، وشهادات الأطفال في الفيلم عن الإغراءات التي قدمتها ميليشيا الحوثي لهم للانضمام اليها مقابل قيامهم بحراسة بعض المواقع ، ثم إرسالهم بعد ذلك عنوة لمعسكرات التدريب . وأوضحت رشا جرهم ان منظمة اليونيسيف أصدرت تقارير بموت العديد من الأطفال المجندين في اليمن او اصابتهم ، وان 700 طفلا شاركوا في العمليات الحربية والعسكرية تتراوح أعمارهم ما بين 9 الى 17 سنة ، وان بعضهم تم اختطافه، مؤكدة أن 2 مليون طفل يمني لا يمكنه الذهاب الى المدرسة و1،3 مليون طفل مصاب بسوء التغذية، مشيرة إلى ان 185 حالة تجنيد أطفال قام بها الحوثيون . واضافت جرهم ان الحكومة اليمنية اعتمدت خطة عمل لمنع تجنيد الأطفال ولكن بعض الأطراف لا تقوم بتطبيقها، مشيرة إلى ان تنظيم القاعدة والحوثي وصالح وداعش يجندون الأطفال في اليمن . ودعت الاممالمتحدة ومنظماتها المتخصصة الي ضرورة إيجاد السبل للتعامل مع الأطراف الأخرى التي تقوم بتجنيد الأطفال . وبينت ان مصادر اخرى من منظمات المجتمع المدني المحلية أكدت ان معظم عمليات تجنيد الأطفال في اليمن تمت في شمال صنعاء واستغل فيها أطفال أتوا بهم من محافظة عمران، وان الأطفال يوعدون برواتب ما بين 100 الي 200 دولار شهريا مقابل حراسة بعض المواقع ، ثم يرسلون رغما عنهم الى مراكز التدريب التي كانت تعرف سابقا بمراكز الحرس الجمهوري، وان الحوثيون يحتفلون عند مقتل احد الأطفال باعتبارهم شهداء لغسل ادمغة الأطفال الآخرين وتحفيزهم علي القتال . وطالبت المسؤولة الاممية الامم المتحدة والمجتمع الدولي بوضع برنامج شامل لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال ، وإعادة دمجهم اجتماعيا واقتصاديا ، وتقديم الملاجئ والملذات الامنة لهم وتقديم مجندي الأطفال للعدالة ومحاسبتهم ، ودعم الحكومة اليمنية في تطبيق خطة العمل الخاصة بمنع تجنيد الأطفال ، وكذلك رفع التوعية بين الأطفال والاباء والمؤسسات . ومن كشمير تحدثت زاراتاشا نيازي من مركز كشمير للعلاقات الدولية عن مشكلة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة والاعداد الكبيرة للأطفال الذين راحوا ضحيتها في الإقليم ، ودفعوا ثمنا باهظا للصراعات وقطعت كل صلاتهم بذويهم ، وتعرضوا للتعذيب مما ترك لديهم اثار أليمة ورغبة في الانتقام، مطالبة المجتمع الدولي بايجاد الحلول لهذه المشكلة . وتحدثت الأميرة ميشلين دوما عن تجنيد الأطفال في افريقيا ومناطق العالم كافة، وحذرت من تنظيم بوكو حرام الذي اصبح اليوم سيد الموقف في افريقيا ، وتزايد نفوذه وانتشاره كل يوم .