ألقى الدكتور عبدالله الربيعي مساء أمس محاضرة بعنوان " الأدب الشعبي في مجالس الرواة " ضمن فعاليات الأدب الشعبي المقام في إطار النشاط الثقافي بالمهرجان الوطني الثلاثين للتراث والثقافة الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، وذلك بقاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتنتال وسط حضور متميز من محبي ومتذوقي هذا اللون من الأدب الشعبي. وأدار المحاضرة عبدالله الرسلاني الذي قدم للمحاضرة وعرف بالمحاضر كأكاديمي ومؤرخ سعودي له العديد من المؤلفات والكتابات والبحوث العلمية, والمقالات الصحفية, والمحاضرات العامة. وأثنى المحاضر في بداية تناوله على المهرجان الوطني الذي وصل إلى دورته الثلاثين بفضل الله ثم بفضل دعم ورعاية قادة هذه البلاد التي ترعى الثقافة وتهتم بالتراث. وتحدث الدكتور الربيعي عن مسمى الشعر ومصطلحه ، مشيراً إلى أن الشعر يعني الشعور والإحساس الذي يقدم في أشكال كثيرة من الإبداع ومنها الفصيح والعامي والزجل والأهازيج بمفردات المقبولة ، معرجًا إلى أصل تسمية الشعر بالنبطي ، مؤكداً أن كلمة نبط لا علاقة لها بالأنباط ، وذكر أنه يؤيد مسمى الشعر العامي بدلاً من النبطي فهو شعر عامي والأدب أدب شعبي. وأشاد بالدكتور سعد الصويان الذي اعتنى بالشعر العامي منهجياً وأكاديمياً ، مبينًا أن ابن خلدون في مقدمته الشهيرة نسب أبيات شعرية لبني هلال وهي تعتبر بداية الشعر البدوي ثم ظهر بعد ذلك الكثير من الشعراء مثل راشد الخلاوي ورميزان وغيرهم. وثمن الدكتور الربيعي بدور الصحافة والإعلام في نشر الأدب العامي وذيوعه والتفاف محبيه حوله، ثم تناول المحاضر مسمى الديوانية والقهوة وأكد أن القهوة تعني المكان وليس المشروب وقد اشتهرت كثير من المقاهي والديوانيات في جزيرة العرب وظل لهذه الديوانيات دورها في الاحتفاء بالشعر العامي وتوثيقه ،وكان لهذه المجالس آدابها ،قالوا في ذلك : قهاوي الكرام ليس لها أبواب بما يعني أنها مجالس يدخلها الشعراء المجيدين المتميزين ،ولم تكن هذه المجالس للنميمة والإساءة للآخرين والتعصب للقبيلة ولم تكن مكانا للجدال والبيع والشراء وإنما كانت مخصصة للحكمة وتناول الأشعار والالتزام بالأخلاقيات ، كما لم يكن هناك مجال في هذه المجالس للسرقات الأدبية والشعرية ومن حاول السرقة اكتشف أمره ،كما أن الشعر الذي كان يروى في هذه المجالس موثقاً وله مرجعيته ،حتى الطفيليين ليس لهم مكان في هذه المجالس. وأشار الدكتور الربيعي إلى أبرز من وثقوا الشعر العامي مثل الحميدي الحربي وراشد بن جعيثين ومهدي بن عبار وغيرهم. وفي ختام المحاضرة أتيح المجال للتعقيب والأسئلة .