وصف إمام وخطيب جامع الملك فهد بأبها الدكتور عبدالله بن محمد بن حميد الحادثة الإجرامية التي نفذها أهل الفكر والظلال في بيت من بيوت الله ، في مسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير أثناء أداء صلاة الظهر أمس، بالحادثة الشنعاء، والجريمة النكراء، التي تفطرت منها القلوب حزناً، وبكت منها العيون ألماً. وقال الدكتور بن حميد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية " إنها حادثة شنعاء، وجريمة نكراء، تفطرت منها القلوب حزناً، وبكت منها العيون ألماً، اقترفتها يد الغدر الآثمة، في بيت من بيوت الله تعالى، التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وراح ضحيتها عشرات القتلى من رجال الأمن المصلين ظلماً وعدوانا، وإن كل مسلم عاقل يستنكر هذه الجريمة الشعواء، التي انتهك فيها حرمة المكان والزمان، وحرمة قتل النفس المعصومة بغير حق"، مبيناً أن قتل الأنفس المعصومة من كبائر الذنوب التي حرمها الله تعالى من فوق سبع سموات كما في قوله تعالى " قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ". وأشار بن حميد إلى أن هذه الجريمة لا يقدم على تنفيذها إلا من نزعت روابط الإيمان والرحمة من قلبه، وسيطر الشيطان الرجيم على نفسه الأمارة بالسوء فأصبح عبداً للشيطان يأتمر بأمره في سفك الدماء المحرمة والإفساد في الأرض، واصفا إياهم بالمارقين الذين وصفهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، فليس بمستغرب أن تصدر من أحفادهم مثل تلك الجرائم النكراء. وأكد على أهمية التعاون مع رجال الأمن في الكشف عن أوكار الخوارج المفسدين في الأرض والإبلاغ عنهم وعدم تبرير جرائمهم أو التعاطف معهم فقد لعن الله من آوى محدثا، مشدداً على أهمية المحافظة على نعمة الأمن التي نتفيأ في ظلالها، وأن نعض عليها بالنواجذ قولاً وفعلا ، موجهاً رسالته للآباء والمعلمين وأساتذة الجامعات وخطباء المساجد أن يحذروا الشباب والناشئة من أخطار الغلو في الدين والتطرف الذي يؤدي بصاحبه إلى تفسيق عباد الله وتكفيرهم وقتلهم بغير وجه حق، وأن يرسخوا في قلوبهم وعقولهم حب الوطن والغيرة على حرماته ، لأن حب الوطن من الإيمان، وكذلك محبة ولاة الأمور والدعاء لهم والالتفاف حولهم، وأن يحذروهم من دعاة الشر الذين يقفون على أبواب جهنم ومن أجابهم قذفوه فيها والذين يروّجون أراجيفهم وينفثون أحقادهم عبر القنوات ومواقع الساحات الإلكترونية ووسائل التواصل المختلفة من أجل غسل أدمغة الناشئة والشباب، وإيغار صدورهم على أهليهم وولاة أمورهم وعلمائهم ورجال أمنهم بالأكاذيب الفاحشة والشائعات الرخيصة. وحذر من تلقي الفتاوى ممن لا يوثق بعلمه، والرجوع إلى العلماء المعتبرين كأعضاء هيئة كبار العلماء في بلادنا المباركة، اتباعاً لقوله تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع الرحمة والمغفرة وأن يلبس المصابين الصحة والعافية.