أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهمية تبني إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقتصر فقط على الترتيبات الأمنية والمواجهات العسكرية، وإنما تمتد لتشمل الجانب التنموي بشقيه الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر، وتصويب الخطاب الديني وتنقيته من أية أفكار مغلوطة تخالف صحيح الدين الإسلامي. وشدد السيسي خلال لقاءه اليوم وفدًا روسياً يزور القاهرة برئاسة أمين مجلس الأمن القومي بروسيا نيكولاي باتروشيف على ضرورة العمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى دول المنطقة التي تعاني من ويلات الإرهاب وعدم ترك الأوضاع على ما هي عليه حتى لا تفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب. وبين الرئيس المصري للوفد الروسي أهمية التعامل مع الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تفشي ظاهرة الإرهاب، وفي مقدمتها الفقر والجهل، من خلال تعزيز التعاون بين الشركاء الاقتصاديين وتكاتف جهود المجتمع الدولي لتعزيز القدرات الاقتصادية، ليس فقط عبر المنح والمساعدات التي ما زالت ضرورية لبعض الدول ولكن أيضاً عبر بناء القدرات ونقل التكنولوجيا وإقامة الاستثمارات. وأوضح السيسي أن التعاون التقني والاقتصادي في المرحلة الراهنة لا يستهدف تحقيق المكاسب المادية وإنما أضحى مُساهماً فاعلاً في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار. من جانبه أشاد أمين مجلس الأمن القومي الروسي بالتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات المصرية - الروسية، والتعاون بين مجلسيّ الأمن القومي في البلدين، مؤكداً أن ذلك سيسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات ذات الصلة. وأشار باتروشيف إلى أن التحديات الدولية التي باتت تهدد السلم والاستقرار على مستوى العالم، وفي مقدمتها الإرهاب وانتشار الجماعات الإرهابية المتطرفة، تستوجب تعزيز التعاون بين البلدين.