ناقشت أولى الجلسات العلمية للمؤتمر العام الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المنعقد حالياً بالقاهرة، إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة لدى الخطاب السياسي الإسلامي، وحقيقة ومخاطر التوظيف السياسي للدين. واستعرض المشاركون في الجلسة التي ترأسها وزير الأوقاف والشئون الدينية الأردني هايل داوود اليوم، مظاهر التوظيف السياسي للدين، والحكم الشرعي لتحريم التوظيف السياسي للدين وأدلته من القرآن الكريم والسنة النبوية، والإجماع الذي يؤكد حرمة استغلال الدين لمآرب ومكاسب سياسية أو حزبية. وأشاروا إلى مخاطر تأويل النصوص الدينية لأغراض سياسية مما يضعف الدول الإسلامية، مؤكدين أهمية إنشاء مرصد لجمع الأفكار المخالفة للدين وتفنيدها للرد عليها . وتناول المشاركون حقائق الحضارة الإسلامية الداعية للتسامح والحوار مع الآخر ونبذ العنف والتشدد، محذرين من الترويج لفكرة تكفير المجتمع واختلال الأخلاق فيه وافتعال الأزمات الحياتية وإشاعتها بين الناس من منطلق ديني. كما حذروا من التلاعب بالدين لأسباب دنيوية، لافتين الانتباه إلى أن التوظيف السياسي للدين كان له الأثر السلبي على فهم الدين نفسه كما تسبب في الحروب والخلافات بين أبناء الأمة. وطالب المشاركون في الجلسة بالتصدي للأفكار الفاسدة وعرضها وتفنيدها من خلال هيئة إسلامية عليا تضم كل المتخصصين ومواجهة الفكر بالفكر، داعيين كافة المسلمين إلى اتباع شرع الله والإبعاد بأهوائهم عن الدين الإسلامي.