وجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية الأمانات والبلديات بجميع مناطق المملكة بتكثيف الجهود لمكافحة آفات الصحة العامة عبر تفعيل برامج الإصحاح البيئي، والذي يهدف إلى مكافحة مختلف الحشرات والقوارض وتنفيذ مشاريع متخصصة للقضاء على البعوض وغيرها من الحشرات والآفات التي تهدد صحة المواطنين والمقيمين في المملكة. وشددت الوزارة على الجهات ذات العلاقة بأهمية التنسيق مع إدارة الصحة العامة بالوزارة لمكافحة تلك الآفات، وذلك للاستفادة من خبرات وإمكانات الوزارة في العمل الصحي والبيئي، واسترشاد الأمانات والبلديات برأيها الفني الذي يوصي بالمبيد المناسب وفق معايير علمية واشتراطات وضوابط فنية تعتمد على أحدث المستجدات في مجال تطبيق المبيدات، بالإضافة لتطبيق مبدأ الإدارة المتكاملة للآفات (IPM) بالطرق الصديقة للبيئة (المكافحة الميكانيكية، المكافحة الحيوية، المكافحة الجينية) والتي أصبحت تأخذ في عين الاعتبار معالجة بؤر توالد وتكاثر وانتشار آفات الصحة العامة والمحافظة على البيئة والتقليل من الاعتماد على المكافحة الكيميائية قدر الإمكان، وذلك بعد تغير في أنماط وسلوك هذه الآفات، حيث أظهرت العديد منها بعض المقاومة الحيوية للمبيدات المستخدمة، وثبت ذلك من خلال الدراسات والأبحاث العلمية التي أجرتها الوزارة و بعض الأمانات عليها. ومن جانبها وضعت إدارة الصحة العامة بوكالة الوزارة للشؤون البلدية نماذج لمؤشرات محددة لأعمال مكافحة آفات الصحة العامة، تهدف من خلالها قياس أداء الأمانات في مجال أعمال الإصحاح البيئي لمكافحة تلك الآفات بشكل دقيق يُمَكن الإدارة من تقويم العمل وتقديم التوجيه الصحيح، وبالتالي التأكد من قيام الأمانة بتقديم الخدمة المطلوبة بشكل أفضل وسليم، وذلك عبر استخدام نظم المعلومات الجغرافية وتوظيفها في رصد ودراسة آفات الصحة العامة وتحديد أهم العوامل البيئية المؤثرة على كثافتها، والعمل على تصنيف الآفات على أسس علمية دقيقة وموثقة، بالاستعانة بالجهات المتخصصة في هذا المجال داخل وخارج المملكة، وإجراء اختبارات الحساسية والمقاومة للمبيدات المستخدمة للآفات الشائعة في كل منطقة. وتعمل وزارة الشؤون البلدية والقروية على تنفيذ مشاريع لرصد واكتشاف الآفات في مناطق المملكة وذلك من خلال وضع خريطة بيئية لها لتكون منطلقاً لمشاريع المكافحة التي تنفذها الأمانات والبلديات وتساهم في وضع التوقعات المستقبلية، وتأتي عملية الاستكشاف الحشري باعتبارها العمود الفقري لأعمال المكافحة. وواصلت الوزارة عملها في مكافحة أطوار البعوض اليرقي والبالغ ووضع خطط المكافحة الملائمة في أماكن تواجده، والتي تشمل المستنقعات والمباني تحت الإنشاء والحدائق والمشاتل ومجاري السيول وغيرها لخطورة البعوض ونقله العديد من الأمراض، وهو ما تسبب في تقليص مواقع توالد البعوض والذباب وبقية آفات الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض في مناطق المملكة، واستخدام طرق مكافحة صديقة البيئة للتقليل من استخدام المبيدات الكيميائية حفاظاً على الصحة العامة وحماية البيئة من التلوث، بالإضافة إلى توفير كافة الاحتياجات اللازمة لأعمال المكافحة من الكوادر الفنية المتخصصة والمبيدات المناسبة وأجهزة الرش والمصائد وسيارات الرش.