أكد معالي نائب وزير التربية والتعليم المكلف الدكتور حمد آل الشيخ أن اللغة العربية ليست وسيلة اتصال فحسب ، بل إنها وعاء للعلم وللفكر والثقافة والحضارة والتاريخ ، فهي بهذا الاعتبار أحد مكونات الهوية وتاريخ الأمة ، حيث تدوّن فيها العلوم والمآثر، وهي قبل ذلك وبعده لغة القرآن الكريم ، وتلك مكتبات العالم أجمع تزخر بالمخطوطات العربية التي تفصح عن حقبة تاريخية مجيدة سادت فيها حضارة الإسلام ولغته العربية ، حيث حظيت اللغة العربية باحترام بالغ يعبر عنه الأثر العربي ( المرءُ بأصغريه : قلبهِ ولسانه ) ؛ فالكلامُ الفصيح ُالسهل نوعٌ من السحرِ، لكنه سحرٌ حلال ، تتألّق ببيانهِ الألفاظُ، وتعذب بألفاظهِ العبارات ُ، وتسوغ المعاني ، وتشرفُ الأفكار ، وتعذبُ المخاطباتُ والمكاتباتُ ، حتى تأخذ بمجامع العقول والقلوب " . وأضاف معاليه بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية " أن اللغةُ أداة تعلّمٍ وتفكير؛ فكلما ضَعُفَت اللغةُ ضَعُف َتصور معاني الألفاظِ ودِلالاتها واستكناه معانيها العميقة ، وضَعُفَ بذلك الفهم ، وعَسُرَ نقلُ المعرفةِ وتبادلُ العواطفِ والمشاعرْ ، فاللغةُ مفتاحُ العلمِ والتصورِ ، والمهاراتُ اللغويةُ كالأسنانِ للمفتاحِ ؛ إذا صَدِئَتْ أوتآكلتْ لم تفتحْ أمامَ فهمهِ أبوابُ التعلم " مؤكداً إنّ اللغةَ العربيةَ أساسٌ ركينٌ من أُسسِ هويتنا الوطنيةِ ووجودنا وبقائِنا وتطورِنا ، وهي أيضا شرف لنا ! فقد نَزَل بها أشرفُ الكتب ، وخُتمت بها أجل ّالرسالات ، ودُوّن بِأحرُفها وكلماتها إِرثنا الديني والحضاري والفلسفي والعلمي والتاريخي . وأبان آل الشيخ أن اللغة العربية هي الأداةُ التي نَقلت الثقافة َالعربية عبر القرون ، وعن طريقها ، اتصلت الأجيالُ العربيةُ جيلاً بعد جيل في رحلة العصور الطويلة ، وهي التي حفظَ الله بها تعاليمَ الإسلام وما انبثقَ عنه من حضارات وثقافات ، وبها توحدَ العربُ قديماً ، وبها يتوحدون اليوم ، ويؤلفون في هذا العالم رقعة من الأرض تتحدث بلسانٍ واحد ، وبها تصوغ أفكارها وقوانينها وتعبر عن تلاحمها في لغة واحدة ، رغم تنائي الديار واختلاف الأقطار وتعدد الدول . وشدد على ضرورة تمكين الطلاب والطالبات من مهاراتها ؛ وممارسة ، قراءة وكتابة وتحدثا وفهما واستيعابا وهذا يتطلب المزيد من التركيز والعناية بتدريس اللغة العربية وتوظيف المناهج الحديثة ،والتأكد عمليا من إتقانهم مهارات الكتابةِ الصحيحةِ والتعبيرِ السليم .