يصادف يوم غد الخميس اليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغة العمل في الأممالمتحدة. وقال نائب وزير التربية والتعليم المكلف الدكتور حمد آل الشيخ: "اللغة ليست وسيلة اتصال فحسب، بل إنها وعاء للعلم وللفكر والثقافة والحضارة والتاريخ، فهي بهذا الاعتبار أحد مكونات الهوية وتاريخ الأمة، حيث تدوّن فيها العلوم والمآثر، وهي قبل ذلك وبعده لغة القرآن الكريم".
وأضاف: "مكتبات العالم أجمع تزخر بالمخطوطات العربية التي تفصح عن حقبة تاريخية مجيدة سادت فيها حضارة الإسلام ولغته العربية، حيث حظيت اللغة العربية باحترام بالغ يعبر عنه الأثر العربي:(المرء بأصغريه: قلبهِ ولسانهِ)؛ فالكلام الفصيح السهل نوعٌ من السحرِ، لكنه سحرٌ حلال، تتألّق ببيانهِ الألفاظ، وتعذب بألفاظهِ العبارات، وتسوغ المعاني، وتشرف الأفكار، وتعذب المخاطبات والمكاتبات، حتى تأخذ بمجامع العقول والقلوب".
وأردف: "اللغة أداة تعلّمٍ وتفكير؛ فكلما ضَعفَت اللغة ضَعفَ تصور معاني الألفاظِ ودِلالاتها واستكناه معانيها العميقة، وضَعفَ بذلك الفهم، وعَسرَ نقل المعرفةِ وتبادل العواطفِ والمشاعرْ، فاللغة مفتاح العلمِ والتصورِ، والمهارات اللغوية كالأسنانِ للمفتاحِ؛ إذا صَدِئَتْ أو تآكلتْ لم تفتحْ أمامَ فهمهِ أبواب التعلم".
وتابع: "اللغةَ العربيةَ أساسٌ ركينٌ من أسسِ هويتنا الوطنيةِ ووجودنا وبقائِنا وتطورِنا، وهي أيضا شرف لنا فقد نَزَل بها أشرف الكتب، وختمت بها أجلّ الرسالات، ودوّن بِأحرفها وكلماتها إِرثنا الديني والحضاري والفلسفي والعلمي والتاريخي".
وقال آل الشيخ: "اللغة العربية هي الأداة التي نَقلت الثقافةَ العربية عبر القرون، وعن طريقها، اتصلت الأجيال العربية جيلاً بعد جيل في رحلة العصور الطويلة، وهي التي حفظَ الله بها تعاليمَ الإسلام وما انبثقَ عنه من حضارات وثقافات، وبها توحدَ العرب قديماً، وبها يتوحدون اليوم، ويؤلفون في هذا العالم رقعة من الأرض تتحدث بلسانٍ واحد، وبها تصوغ أفكارها وقوانينها وتعبر عن تلاحمها في لغة واحدة، رغم تنائي الديار واختلاف الأقطار وتعدد الدول".
وأضاف: "من أوجبِ الواجباتِ تجاه هذا الأساسِ أنْ نمكّن الطلاب والطالبات من مهاراتها؛ تقعيدا وممارسة، قراءة وكتابة وتحدثا وفهما واستيعابا وهذا يتطلب المزيد من التركيز والعناية بتدريس اللغة العربية وتوظيف المناهج الحديثة، والتأكد عمليا من إتقانهم مهارات الكتابةِ الصحيحةِ والتعبيرِ السليم".
واختتم "آل الشيخ" بقوله: "هناك ثمّة إشارات على انخفاض مستوى إتقان الطلاب والطالبات مهارات اللغة العربية، قراءة وكتابة وتحدثا، وتسلل مفردات وتراكيب لفظية وكتابية أجنبية ضمن سياقات الكتابة والمحاورة مما يلقي بالمسؤولية علينا جميعا تجاه الحفاظ على هويتنا ولغتنا العظيمة".