اختتمت اليوم وسط حضور عربي ودولي واسع أعمال مؤتمر " الحماية الاجتماعية والتنمية" الذي نظمه مركز الدراسات والبحوث بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية, بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا" , خلال الفترة 2 - 4 من شهر صفر الجاري بمقر الجامعة في الرياض . وشارك في أعمال المؤتمر (150) مشاركاً ومشاركة من وزارات الشؤون الاجتماعية، والداخلية, والاقتصاد والتخطيط، والإعلام، والمؤسسات التشريعية, والقطاع الخاص، الغرف التجارية، والصناعية، والبنوك، والمؤسسات النقدية، والمؤسسات الإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني، والباحثون في الجامعات والمؤسسات التعليمية، وعدد من المختصون في مجال الحماية الاجتماعية يمثلون (15) دولة عربية تضم بجانب السعودية كلاً من الأردن، والإمارات، والبحرين، وتونس، والقمر المتحدة، وجيبوتي، والسودان، والعراق، وعمان، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، واليمن، فضلاً عن العاملين في منظمات الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الأهلية والإقليمية المعنية بالتنمية . وناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام , عدداً من الأوراق العلمية المهمة التي اشتملت أبرز محاورها على رصد وتحليل الوضع الراهن للحماية الاجتماعية في المنطقة العربية، والعدالة الاجتماعية والعقد الاجتماعي الجديد، والنهج التشاركي في الحماية الاجتماعية وسيلة لتحقيق التنمية،وطاولة مستديرة بعنوان "تجارب الدول العربية في مجال الحماية الاجتماعية" , علاوة على بحث أثر العولمة على الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية وكذلك دورها في إعادة التأهيل, وسياسات الحماية الاجتماعية في ظل المتغيرات الراهنة، ودور الزكاة وصناديق الأوقاف والجمعيات الأهلية والخيرية في توفير الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى العدالة الاجتماعية والتحديات التنموية في المنطقة، والمشاركة في صنع وتطبيق سياسة الحماية الاجتماعية، والخيارات المتاحة لتمويل السياسات الاجتماعية، ومقومات الحماية الاجتماعية في الوطن العربي . يشار إلى أن المؤتمر هدف إلى التوعية بالاتجاهات والتحديات التي تواجه برامج وسياسات الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية، والتعرف على تطور برامج الحماية الاجتماعية والمفاهيم المرتبطة بها، وعرض واقع تطبيقات الحماية الاجتماعية في الوطن العربي، والتعرف على دور التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تحقيق الحماية الاجتماعية في الوطن العربي، وإبراز دور الحماية الاجتماعية في تحقيق الأمن الاجتماعي للبلدان العربية، ودور الحماية الاجتماعية في تحقيق التنمية الشاملة، بالإضافة إلى استعراض التجارب الدولية في مجال تحقيق الحماية الاجتماعية،والوصول إلى مقترحات يمكن أن تفيد الدول العربية في تعديل سياسات وبرامج الحماية الاجتماعية وتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الحماية الاجتماعية والتنمية . ويأتي تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر انطلاقاً من سعيها لتحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل, بوصفها أحد أهم آليات العمل العربي في مجال العلوم الأمنية، حيث تعد الحماية الاجتماعية وما تقدمه من خدمات جزءاً لا يتجزأ من التنمية الشاملة ببعديها الاقتصادي والاجتماعي، إذ يهدف الاستثمار في هذا النوع من الحماية إلى القضاء على الفقر والبطالة وإقرار السلم الاجتماعي، وتحقيق التقدم والاستقرار والتماسك بكل مكوناته المجتمعية ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية. ومن هنا يمكن أن تعَد الحماية الاجتماعية من أهم المكونات والاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأي دولة عربية، لتوفير العيش الكريم للمواطنين ومواجهة الجهل والفقر والمرض من خلال تشريعات وتدابير اجتماعية تضعها الدول لضمان تلك الحماية كحق إنساني وجزء من التنمية الشاملة وإقرار السلم الاجتماعي .