بدأت اليوم أعمال مؤتمر " الحماية الاجتماعية والتنمية " الذي ينظمه مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا " خلال الفترة من 24 صفر1436ه الموافق من 2426 نوفمبر 2014م بمقر الجامعة في الرياض , بحضور معالي رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش . وبدء حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ممثل الوفود العربية الدكتور فواز توفيق صالح من المملكة الأردنية الهاشمية الذي قدم شكره للجامعة على ما تقوم به من جهود لتحقيق الأمن العربي والدولي، وتناول تعريف العمل الاجتماعي , مشيراً إلى أن المؤتمر مرآة لعكس خدمات الأكاديميين والممارسين، ومختبر لصحة المتغيرات، وإطار يدمج النظرية بالممارسة . وأعرب عن أمله في توظف مخرجات المؤتمر لأغراض التنمية وتطوير برامج التحولات الاجتماعية وأن يسهم في إعداد حقائب تدريبية للمختصين العرب في هذا المجال، متمنياً أن يتم جمع مخرجات هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة العربية في إصدار علمي عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي أثرت المكتبة الأمنية والاجتماعية العربية . عقب ذلك ألقى أسامة صفا ممثل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) كلمة أكد فيها أن الأزمات المختلفة التي يعاني منها العالم تحض على إيلاء اهتمام اكبر بالحماية الاجتماعية وتثمين فوائدها في الحد من الفقر وتحفيز النمو الشامل , موضحاً أن قضية الحماية الاجتماعية أصبحت أكثر إلحاحا في السنوات القليلة الماضية، ورغم ذلك فإنها لا تزال بحاجة إلى إصلاحات هيكلية . وأضاف إن للمؤتمر أهمية بالغة في تجديد الالتزام بمبادئ الحماية الاجتماعية كأداة للتنمية والعدالة الاجتماعية كما أنه يمنح فرصة عربية جديدة لتضافر الجهود وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة وتضمين المنظور العربي في المفاوضات الجارية حول الأجندة الدولية للتنمية لما بعد 2015م . ثم ألقى رئيس وحدة التنسيق والمتابعة بمكتب رئيس قطاع الشئون الاجتماعية طارق النابلسي كلمة أوضح فيها أن الأحداث غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة جعلت مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته الثالثة والثلاثين يصدر قراراً بعقد هذا المؤتمر العلمي المهم، كما أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة كونه يعقد بعد أن أقر وزراء الشئون الاجتماعية العرب الأولويات العربية للتنمية في إطار التحضير لأجندة التنمية العالمية مابعد2015م،وقدم في كلمته الشكر للجامعة على ما تقوم به من جهود في إطار الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين. عقب ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش كلمة رحب فيها بالهيئة العلمية للمؤتمر والمشاركين في هذه المؤسسة التي شيدتها الإرادة الحقة لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب ورعاها بلد مضياف حتى أضحت منارة للعلوم الأمنية عربياً ودولياً، خاصة في ظل الرعاية الكريمة التي وجدتها من مؤسسها المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله . وأوضح معاليه أن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر يأتي انطلاقاً من سعيها لتحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل باعتبارها أحد أهم آليات العمل العربي في مجال العلوم الأمنية ، حيث تعد الحماية الاجتماعية وما تقدمه من خدمات جزءاً لا يتجزأ من التنمية الشاملة ببعديها الاقتصادي والاجتماعي، ويهدف الاستثمار في هذا النوع من الحماية إلى القضاء على الفقر والبطالة, وإقرار السلم الاجتماعي ، وتحقيق التقدم والاستقرار والتماسك بكل مكوناته المجتمعية ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية. ومن هنا يمكن اعتبار الحماية الاجتماعية من أهم المكونات والاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأي دولة عربية، لتوفير العيش الكريم للمواطنين ومواجهة الجهل والفقر والمرض من خلال تشريعات وتدابير اجتماعية تضعها الدول لضمان تلك الحماية كحق إنساني وجزء من التنمية الشاملة وإقرار السلم الاجتماعي . كما يأتي انعقاد المؤتمر كذلك في إطار اهتمام جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب،واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا(الاسكوا) إيماناً بدور الحماية الاجتماعية في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الدول العربية , حيث إن الحماية الاجتماعية تشكلها سياسات وبرامج تهدف إلى تعزيز كفاءة أسواق العمل ما يقلل من التعرض للأخطار ويدعم القدرة على إدارة الأخطار الاقتصادية والاجتماعية مثل البطالة والمرض والعجز . وتمنى معاليه أن يخرج المؤتمر بتوصيات علمية مهمة تسهم في تحقيق الحماية الاجتماعية وتعزيز الشراكة مع مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب و(الاسكوا) . واختتم كلمته برفع الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد على ما يقدمونه لهذا الصرح العربي من دعم مادي ومعنوي مكنه من القيام بواجباته تجاه أمته والعالم ،ورفع الشكر كذلك لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة على رعايتهم ودعمهم المتواصل للجامعة،والذين نأمل أن نوفق في تحقيق طموحاتهم وآمالهم .عقب ذلك بدأت أعمال المؤتمر الذي سيناقش على مدار ثلاثة أيام عدداً من الأوراق العلمية المهمة من خلال عدد من المحاور المهمة وهي: رصد وتحليل الوضع الراهن للحماية الاجتماعية في المنطقة العربية،والعدالة الاجتماعية والعقد الاجتماعي الجديد، والنهج التشاركي في الحماية الاجتماعية وسيلة لتحقيق التنمية،وطاولة مستديرة بعنوان "تجارب الدول العربية في مجال الحماية الاجتماعية" . ومن أهم الأوراق التي ستناقش : أثر العولمة على الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية وسياسات الحماية الاجتماعية في ظل المتغيرات الراهنة،ودور الزكاة وصناديق الأوقاف والجمعيات الأهلية والخيرية في توفير الحماية الاجتماعية،والعدالة الاجتماعية والتحديات التنموية في المنطقة ، والمشاركة في صنع وتطبيق سياسة الحماية الاجتماعية،والخيارات المتاحة لتمويل السياسات الاجتماعية،ودور الحماية الاجتماعية في إعادة التأهيل،ومقومات الحماية الاجتماعية في الوطن العربي وغيرها . يشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى التوعية بالاتجاهات والتحديات التي تواجه برامج وسياسات الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية،و التعرف على تطور برامج الحماية الاجتماعية والمفاهيم المرتبطة بها،وعرض واقع تطبيقات الحماية الاجتماعية في الوطن العربي،والتعرف على دور التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تحقيق الحماية الاجتماعية في الوطن العربي،وإبراز دور الحماية الاجتماعية في تحقيق الأمن الاجتماعي للبلدان العربية،ودور الحماية الاجتماعية في تحقيق التنمية الشاملة،واستعراض التجارب الدولية في مجال تحقيق الحماية الاجتماعية،والوصول إلى مقترحات يمكن أن تفيد الدول العربية في تعديل سياسات وبرامج الحماية الاجتماعية وتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الحماية الاجتماعية والتنمية.