أكد معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند أن فخر الإنسان واعتزازه بوطنه الذي ولد فيه وتربى على ترابه, ونهل من خيراته, وعاش في أمنه واستقراره, يستوجب عليه كذلك أن يحبه ويحميه من كل من يريد به سوءاً. وأوضح معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 84 لتوحيد المملكة العربية السعودية, أن هذا اليوم يمثل ذكرى كبيرة وجميلة في قيمتها وهي توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود, رحمه الله, وتأسيسها على تحكيم شرع الله في جميع شؤونها وتنفيذ ما أمر به الشرع الحنيف تحت راية التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"لتصبح هذه البلاد حاملة لراية الإسلام والمسلمين, ويتشرف قائدها بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، مما زاد من مكانة ورفعة هذه الدولة في العالم الإسلامي والدولي. وقال إن الحديث عن الوطن ليس حديثاً عن منطلقات عنصرية أو تعصبية أو قومية لأن هذا هو الفهم السقيم الذي لا يصدر إلا من ضيق الفكر قليل المعرفة ضعيف الإدراك,بل هو حديث عن حياة وعمارة ونهضة، وتعميق قيم ومبادئ. وتحدث الدكتور عبدالرحمن السند عن محبة الوطن قائلا إنها تجسد إخلاص ووفاء الإنسان للوطن الذي ينتمي إليه, وأن محبة الوطن محبة طبيعية، وقد تكون محبة دينية، إذا كان الوطن الحرمين الشريفين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، مستدلا بما ورد أنه لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وهاجر إلى المدينة وقف على مشارفِ مكَّةَ وعيناه تدمعان، وخاطبها بما في ذلك القلب الكبير من محبةٍ وحنان؛ قائلاً لها:"ما أطيبَكِ من بلدٍ، وما أحبكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ"، واستقرَّ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم,بالمدينةِالمنورة، وأسَّس فيها دولةَ الإسلامِ، ولم ينس مكَّةَ، فكان من دعائه:"اللهمَّ حبِّب إلينا المدينةَ كحبِّنا مكةَ أو أشد". وتابع معاليه أن درجة محبة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة بلغت أنه كان يُسرُّ عندما يرى معالِمَها التي تدلُّ على قرب وصوله,مشيرا إلى استدلال ابن حجر رحمه الله من ذلك على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه . وذكر مدير الجامعة الإسلامية أنه في أيامنا هذه أمامنا وطنٌ نحمله في قلوبِنا يحتاجُ من قلوبنا طهارة القلوب، ولا ينقي القلوبَ إلا المحبةُ، وهذه المحبةُ لا تتحقَّقُ إلا بما شرع الله لنا. وقال إن حب الوطن مشروعُ وثابتُ بالكتاب والسنة، ومن ثمّ فمن أحب وطنه كان مستقيماً, ومتسقا مع الفطرة السليمة، ومن قصد بحب وطنه إتباع النبي صلى الله عليه وسلم, والاقتداء في هذه المحبة, وعمارة الكون التي هي من أهم رسالة الإنسان في الوجود بعد عبادة الله تعالى كان مأجوراً ومثابًا، وعضوا فعَّالاً في وطنه ومن ثم أمته الإسلامية. ولفت معاليه إلى أن من فقد هذه الفطرة الإنسانية وأصابته بلادة الشعور والإحساس بفضل الأرض التي ولد عليها وعاش فيها, فلا يعرف قلبه حباً لوطنه, ولا شوقاً ولا انتماءً إليه، كان هذا الإنسان غير جدير بالمواطنة، وغير مستقيم الفطرة، مخالفُ في ذات الوقت لهدى النبي -صلى الله عليه وسلم، وحينئذ يصبح عضواً غير فعال، سلبيا في عطائه لوطنه، مما يؤثر في تخلفه عن ركب الحضارة والتقدم, مؤكداً أن من مقتضيات الانتماء للوطن محبته والافتخار به وصيانته والدفاع عنه والنصيحة لهو الحرص على سلامته واحترام أفراده وتقدير علمائه وطاعة ولاة أمره. وزاد, أن مقتضيات الوطنية القيام بالواجبات والمسئوليات كلٌّ في موقعه مع الأمانة والصدق, ومن مقتضيات حب الوطن: احترام نظمه وثقافته والمحافظة على مرافقه وموارد الاقتصاد فيه، والحرص على مكتسباته وعوامل بنائه ورخائه،والحذر من كل ما يؤدي إلى نقصه. // يتبع // 14:13 ت م NNNN تغريد