يستذكر سوق عكاظ في موسمه الثامن الإسهامات الثقافية والأدبية للأديب الراحل معالي الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - ، من خلال ندوة يستعرض فيها كبار الأدباء والمفكرين جوانب من حياته وأعماله على مدى نحو 5 عقود. وأوضح وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة زياد بن غضيف أن الندوة التي ستحتضنها القاعة الكبرى بجامعة الطائف ويشارك فيها أدباء ومفكرون ، ستستعرض بمشيئة الله الإسهامات الفكرية للأديب الراحل لاسيما وأنه من الرموز الذين أسهموا في إثراء الساحة المحلية والعربية بنتاجهم الشعري والروائي. ولفت بن غضيف النظر إلى أن الندوة تلقى متابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ ، مؤكدا حرص سموه على أن يتم إبرازها بما يتناسب وما قدمه القصيبي - رحمه الله- خلال حياته الفكرية والعلمية , حيث تجاوزت مؤلفاته 20 كتابا ورواية، عوضا عن المشاركات الكتابية والمحاضرات والندوات. وأشار إلى أن التطرق لمآثره الثقافية يأتي للمرة الثانية في تاريخ السوق ، فبعد مسرحية " العكاظيون الجدد " في دورة السوق السادسة ، تحل سيرته الأدبية في الدورة الثامنة . // انتهى // ويناقش المشاركون في الندوة محاولات القصيبي للتجديد الشعري الذي كان أثر كبير في تطور القصيدة السعودية الأمر الذي مكن الشعراء من استخدام الأشكال الشعرية الجديدة وبذلك رسم الراحل شكلا متجددا للأدب السعودي المعاصر. كما يستعرض المشاركون صناعة القصيبي لقصيدته التي كانت وليدة التجارب التي يمر بها ما نتج عنه ضهورها في قالب شعري متجدد عبر إقباله على المعاني الوجدانية، والصور الممثلة لروح العصر . كما يتطرق المشاركون في الندوة إلى قدرة القصيبي على التصوير والتي يستند فيها على قدرة فنان ماهر يحسن جمع الخطوط ومزج الألوان ليصنع لنا لوحة فنية رائعة. وبالعودة لسيرة الشاعر والروائي القصيبي فإن أبرز حدثين أثرا في حياته الأدبية والعمليةكانا طفولته في البحرين وفقده لأمه صغيرا وتربيته في كنف والده الذي عرف بمكانته الاجتماعية الرفيعة والذي لم يعمر طويلا فتولاه أشقاؤه بالرعاية والتربية. وظهرت شاعرية القصيبي عند سن الثانية عشر وكانت كلماته المستهلة آنذاك تخشى الحياء والتردد فاختفت وراء اسم مستعار اختاره الشاعر لنفسه في بداية الطريق وهو(محمد العليني)، و أخذ ينشر تحته حتى نضجت تجربته الشعرية. و اضطلع الشاعر غازي القصيبي بدور كبير في الأدب السعودي إذ سبق شعراء جيله في الدعوة إلى التجديد وتجريب أشكال شعرية جديدة، كما تميز بملامح أدبية وفكرية خاصة نتج عنها تجربة ثرية في الشكل أو المضمون ليس على المستوى المحلي فحسب بل على الصعيد العربي .