احتضنت مرتفعات مركز الشفا السياحي بالطائف مؤخرًا السحب والغيوم التي جادت بما تحمله من أمطار, لتشكّل من مرتفعات المركز لوحةً فائقة الجمال, حيث تدفقت السيول والمياه بين الجبال الخضراء, التي توشّحت بألوان الطيف في مشهدٍ جاذب أظهر جمال الأشجار بألوانها الزاهية المتلألئة بعد أن اغتسلت بأمطار الخير, وازدانت أغصانها مرحبة بمصطافي عاصمة المصائف العربية . ويعد مركز الشفا الذي تبلغ مساحته الإدارية نحو ( 591 ) كيلو مترًا, ويبعد عن مدينة الطائف 25 كيلو متراً, أحد أجمل المصائف التي تزخر بها المملكة, وهو مركز تابع لمحافظة الطائف بمنطقة مكةالمكرمة, ويقع في الجنوب الغربي لمدينة الطائف, ويحدّه من الشمال منطقة الهدا, ومن الشرق ليه وبني سعد, فيما يحدّه من الجنوب والغرب الجرف الغربي لجبال السروات . ويطل المركز بصورة مباشرة على منخفضات وسهول تهامة غربًا, التي أضفت عليه مزايا طبيعية ومناخية مميزة, حيث تكسوه الغابات الكثيفة بأشجار العرعر, إلى جانب المواقع الطبيعية الخلابة والمرتفعات الخضر الشاهقة, والمناخ البارد صيفًا, وشديد البرودة شتاءً, فضلاً عن الأمطار التي تهطل بكثافة على المنطقة, والضباب الذي يعانق المرتفعات في لوحة بانورامية خلابة, أسهمت في جعل المنطقة مقصدًا للمصطافين والزوار الذين يتوافدون كل عام من أرجاء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ليقضوا إجازاتهم السنوية في أحضان المركز . وتمتاز الشفا بكثرة الجبال والمرتفعات, التي يأتي جبل دكا من أشهرها, وهو أطول جبال الحجاز ويرتفع إلى أكثر من 2500 متر فوق سطح البحر, وتتدفق الشلالات والأودية بين تلك الجبال, لتحيلها لحدائق غنّاء مليئة بالأشجار والمزارع الخضراء التي تنتج أجود أنواع الخضار والفاكهة, التي تشتهر المنطقة بإنتاجها ومن أبزرها التوت البلدي والبرشومي الشفوي, إلى جانب زراعة الورد الشفوي الذي تستخرج منه أجود أنواع عطور الورد في العالم, وكذلك الرياحين العطرية, والعسل الصيفي . ويحتضن مركز الشفا العديد من الحصون والقلاع الأثرية والمنتزهات الجميلة, ومنها منتزه وادي عرضه, والحدبان, ومنتزه جبل دكا, ومنتزه الطريق الدائري, والوهط, إلى جانب العديد من المواقع والاستراحات للشباب وللعائلات .