أكد الناقد الأدبي علي الشدوي أن تفاعلات الآداب الإنسانية شكلت مع عصر النهضة تاريخاً أدبياً مفعماً بالحيوية ، ونشأت أنواع أدبية جديدة ، بدلاً من النوع الأدبي المفرد والمغلق . وأوضح الشدوي في ورقة نقدية بعنوان " القصة القصيرة مدخلاً إلى جدل المحلية والعالمية في الأدب " قدمها بنادي جدة الأدبي الثقافي مؤخراً أن أول الأدباء الذين أثارهم مفهوم عالمية الأدب هم أدباء الحجاز الذين اهتموا بتطوير أدب وطني حديث بين الأدب والقومية , كما دفعهم مفهوم عالمية الأدب إلى أن يناقشوا الأفكار المتعلقة بالأشكال الجديدة للأدب كالقصة والرواية ، وكيف يمكن أن تكون جزءا من خدمة فكرة الأمة الإسلامية وقيمها . وقال الشدوي " في تلك البدايات احتلت القصة المركز في الشعور بالحاجة إلى إنتاج أدب وطني في هذا النوع الأدبي الجديد " مبيناً أن حافز المحاولات الأولى لكتابة القصة القصيرة هو شعور الكتاب السعوديين الأوائل بأهمية القصة القصيرة كفن أدبي حديث يخلو منه أدب بلادهم . وأبان الناقد الشدوي أن أغلب نهايات القصص التي كتبها الرواد في القصة القصيرة ، لم تعد تنسجم مع ما يعيشه المجتمع السعودي ، ولا مع تصورات الكتاب لأنفسهم والحياة والفن بشكل عام , مضيفاً أن " التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي ، وضعت الشخصيات القصصية في وضع جديد ، وقد خلق هذا التغير حالة من عدم الاستقرار في العلاقات الإنسانية ، والدلالة الزمنية لمثل هذه الحالة التي كتبها جيل ما بعد الرواد كسباعي عثمان ، وعبدالله باخشوين ، وجار الله الحميد، وعبدالعزيز مشري ". وأفاد أن رواة القصص اضطروا إلى التخلي عن العالم الساكن والهادئ والمتناسق كما هو عند جيل الرواد ، وتحولوا إلى ذلك العالم الذي يخص إنساناً يعيش بين البشر .