أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام // صفاء السر والعلانية خصلة يعيي طلبها الكثيرين وهكذا هي الاشياء النفيسة يعز وجودها ويرتفع ثمنها ومن أراد أن يفتش عن مثل هذا المعدن النفيس في زمن كثرت فيه الأثرة وأحضرت الأنفس الشح فانه سيفتح عينه حين يفتحها على كثير ولكن لايرى احداً إلا من رحم الله وقليل ماهم، إن صورة المظهر ينبغي أن تكون ترجمة صادقة لحقيقة المخبر لان الظواهر لاقيمة لها إذا كانت ستارا لبواطن معيبة، فإن الماء قد يكدر طعمه وإن كان لونه ابيض صافيا، إن امتنا أحوج ماتكون في أزمنة الشح وإعجاب كل ذي رأي برأيه إلى الألفة واعتدال بعضهم لبعض وغض الطرف عن ما يمكن غض الطرف عنه مما سببه الاجتهاد المقبول شرعا إذا كان مرجوحا أو الخطأ إن كان مبنيا على اجتهاد صائغ حسب الاستطاعة فينبغي ألا يغيب عنا كرم جلال الله جل وعلا حينما يمنح المجتهد المخطئ اجر الاجتهاد ويغفر له خطأه، إن الحق أبلج مهما أسدلت دونه ستور الباطل وقلبت لأجله الأمور، وإن الباطل لجلج مهما زوقت له الألفاظ ورقشت له الحجج //. واضاف فضيلته يقول // إنه الحق الذي من ظن ان بملكه ان يستره فانه كمن يستر ضوء الشمس بغربال إذا علم ذلك فان على كل مسلم أن يحسن القصد تجاه ربه ثم تجاه الناس وأن يجعل لاحسان الظن بالآخرين من السعة والانشراح مالا يجعله لسوء الظن بهم فانه إن اخطأ في حسن ظنه لم يكن عليه من الإثم ما يكون في خطأه بسوء ظنه، ومن هنا يستطيع المرء الصادق ان يزن نفسه بميزان الشرع في تعامله مع أخطاء الآخرين بحيث يلجم نفسه إلجاما عن أن تقع في أتون تصيد الأخطاء وتتبع العورات يقوده في ذلك العلم والعدل، بيد ان هناك فرقا بين تصيد الأخطاء وبين تصحيحها فالاول إنما هو من باب التعيير والتشهير والتشفي، والثاني من باب بيان النصح بالحق والدعوة اليه فالبون شاسع بين التعيير والنصح كما هو شاسع ايضا بين ماكان لحظ النفس وماكان لله ثم ان من المجرب المشاهد أن المعيرين اللذين يشهرون غيرهم بالاخطاء تدور عليهم الدوائر فيقعون في الحفر التي حفروها للمعيرين لأن التعيير داء منصف يفعل بالمعير فعله بالمعير والجزاء من جنس العمل ولأن في التعيير شماتة ظاهرة تحيد بالمرء عن معالي الأمور إلى منادمة سفسافها // . // يتبع // 15:58 ت م تغريد