"ماء زمزم لما شرب له"، فهو خير ماء على وجه الأرض، ويحرص قاصدو بيت الله الحرام من المعتمرين والزوار على الشرب منه وشراء عبواته الخاصة لإهدائها للأهل والأصدقاء عند الرجوع إلى ديارهم. وعرف ماء زمزم على مر الزمان بنقاوته ووفرته، رغم كثرة استخدامه من قبل الحجاج والزوّار المعتمرين في جميع أنحاء المملكة، فهو هبة الله لنبينا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، عندما ضاقت الأرض ذرعاً بوالدته هاجر طلباً للماء بين الصفا والمروة، حتى جاء كرم رب العالمين، بأن فجر البئر من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام، فانكبت السيدة هاجر تحيط الرمال وتكومها لتحفظ الماء وهي تقول: "زم زم.. زم زم"، أي تجمّع. وشهدت البئر بعد ذلك وعلى مر الأزمان اهتماماً من أهل مكة، حيث العناية به وتقديمه سقيا لزوار وحجاج بيت الله الحرام، حتى وقتنا الحالي الذي تحظى فيه هذه البئر بأظخم عناية واهتمام، من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تحت مسمى (مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم) بمنطقة كدي بمكةالمكرمة، بهدف توفير السقيا لحجاج بيت الله الحرام، بطريقة منظمة وميسرة، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا المشروع خمسة آلاف متر مكعب من مياه زمزم يومياً، وإنتاج 200 ألف عبوة بلاستيكية بشكلٍ يومي، بسعة 10 لترات لكل عبوة، وبتكلفة إجمالية بلغت 700.000.000 ريال لهذا المشروع، الذي دشن في شهر رمضان المبارك عام 1431ه، ويشتمل المشروع على 42 نقطة توزيع بمقر المشروع، وبذلك أصبح الحصول على عبوات ماء زمزم ميسرا بدون أي عناء أو مشقة وفي أي وقت على مدار أربع وعشرين ساعة. ويضمن المشروع نقاء مياه زمزم، عبر تعبئته آلياً بأحدث الطرق العالمية التي عرفت في تعبئة مياه الشرب (AS/RS)، وتبلغ الطاقة المركبة لمحطة التصفية (5) ملايين لتر يومياً، عبر خطي تصفية، كل خط يتكون من مجموعة من الفلاتر الخاصة بتصفية المياه، ووحدة تعقيم في نهاية كل خط، ويشتمل المشروع على خزان رئيس يتسع ل (10) ملايين لتر من المياه المنتجة بحيث تضخ منه المياه بواسطة مضخات المياه المنتجة وعددها (4) مضخات إلى الحرم المكي الشريف عبر خط ناقل قطره (200) ملم من الستانلس ستيل أنشئ حديثاً مع المشروع، ويوجه قسم من إنتاج محطة التصفية وقدره مليوني لتر يومياً ما يعادل (200) ألف عبوة يومياً، إلى مصنع التعبئة مباشرة ليعبأ في عبوات بسعة (10) لترات. // يتبع // 12:59 ت م تغريد