قال المساعد بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام الدكتور وسام محمد عبده إن التغيرات المناخية العالمية تمثل تهديداً لمختلف نواحي حياة الإنسان وأوجه حضارته ، ويبلغ تهديدها أقصاه في البيئات متطرفة المناخ ، كالمملكة ، وبلدان مجلس التعاون الخليجي , حيث تظهر آثار التغيرات المناخية العالمية في المملكة في صور شتى مثل الارتفاع المطرد الملحوظ في درجة حرارة داخل المدن أو ما يسمى بالجزيرة الحرارية ، كما تظهر في زيادة تكرار وشدة الحوادث المناخية العنيفة مثل السيول المفاجئة التي تعرضت لها مدينتي الرياضوجدة والعواصف الغبارية العنيفة ، إذ أرجع العلماء اختفاء نحو عشرين نوعاً من النباتات في منطقة عسير إلى ارتفاع درجة الحرارة . جاء ذلك خلال محاضرة نظمها قسم عمارة البيئة بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام مؤخراً تحت عنوان " أثر التغيرات المناخية على عمارة البيئة في دول مجلس التعاون " وذلك ضمن فعاليات منتدى قسم عمارة البيئة التابع للكلية . وأوضح أن عمارة البيئة هي الأكثر تناولاً لمسائل علاج آثار التغيرات المناخية العالمية في المملكة ، إذ تعمل عمارة البيئة على مقاربة علاج آثار التغيرات المناخية العالمية في آن واحد ، فعلى صعيد مقاربة تخفيف هذه الآثار تطرح عمارة البيئة حلولاً معمارية تقنية إبداعية وذكية لتخفيف من حدة ارتفاع درجة الحرارة داخل المدن من خلال التوسع في نشر المسطحات الخضراء باستخدام أوجه الأبنية والأسطح الخضراء حيث تضاف لأوجه المباني وأسطحها بلاطات مغطاة بالنباتات ومدعومة بأنظمة صرف تعمل على تقليل درجة حرارة واجهات الأبنية وأسطحها وتزيد نسبة الأوكسجين في الهواء المحيط بالمبنى وعلى صعيد مبادرة التعايش مع آثار التغيرات المناخية العالمية تقدم عمارة البيئة حلاً يقوم على إعادة تعديل الشروط المناخية المحلية في الأسواق والأماكن المفتوحة عن طريق سقف هذه الأماكن وتوفير أنظمة لتحريك الهواء واستخدام الأشجار لترطيب الهواء تحت أسقف الأماكن المفتوحة وهي نفسها التقنية التي استخدمت بصورة مختلفة عن السابق لتعديل الشروط المناخية المحلية في المسجد النبوي . وأبان أن اهتمام عمارة البيئة بنشر المسطحات الخضراء داخل المناطق الحضرية بصورة عامة يصب باتجاه معالجة آثار التغيرات المناخية العالمية من خلال تقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون في الهواء وهو الغاز العامل الرئيس في ظاهرة زيادة الحرارة على مستوى العالم ، وفي المقابل زيادة مستويات الأوكسجين لتحسين جودة الهواء . // انتهى // 16:52 ت م تغريد