بدأت في تونس العاصمة اليوم أعمال الدورة الثانية للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ونظيره التونسي معالي الدكتور رفيق عبدالسلام. وألقى معالي وزير الخارجية التونسي كلمة أكد خلالها حرص بلاده على تأسيس مرحلة جديدة في علاقاتها مع المملكة هدفها الارتقاء بالمصالح المشتركة وتحقيق تطلعات البلدين لدعم علاقاتهما. وأكد عبدالسلام أن تونس تسعى لإقامة قواعد جديدة للتبادل التجاري وجلب الاستثمارات خاصة للمناطق الداخلية المحرومة مبيناً أن بلاده تعد المملكة في طليعة البلدان التي تأمل تونس بمساعدتها. واستعرض مجمل القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كلمة أكد فيها عمق العلاقات والروابط التي تجمع الجمهورية التونسية والمملكة العربية السعودية واصفاً إياها بأنها تبشر بالخير في ظل الإرادة السياسية لقيادتي البلدين. وقال :"كم كنت أتطلع لهذه الزيارة لنتناقش حول ما يجري على أرض البلدين وما يكون متوافقا مع الإرادة السياسية لدى قادة البلدين والعلاقات بينهما لتصل إلى مستوى الكمال ولو أن الكمال صعب .. إنما يستطيع البلدان أن يسيرا في طريق تنمية علاقاتهما إلى أن تصلا إلى مستوى قريب من الكمال". وأضاف :" ولله الحمد فقد بدأت العلاقات الآن بعد الأحداث التي حصلت في هذا البلد العزيز تبشر بكل خير وسنتمكن إن شاء الله من الوصول إلى ما نصبوا إليه وإلى ما يكون من طموحات شعبينا وقيادتينا ونحن نرى في تونس دولة تاريخية متضامنة شعبها يحتوي على حضارة عريقة وبالتالي فنحن لا نخشى في مستقبل الأيام على هذا البلد وهو بلد محوري في الساحة العربية وفي الساحة الدولية ومفتاح لعلاقات ليس فقط عربية/عربية ولكن عربية خليجية متينة وفي صالح جميع الدول العربية". وتابع سمو وزير الخارجية "لا يوجد أي اختلاف بين البلدين في وجهات النظر حول القضايا الدولية سواء في ما يحدث الآن في الساحة العربية من مآسي, وقال :" إذا نظرنا إلى خريطة العالم العربي نرى عددا من المشاكل ..وما يحدث في سوريا وصمة في جبين الأمة العربية وفي جبين المسئولين في سوريا بشكل خاص ..هم الذين يقفون عقبة أمام وصول هذا البلد إلى الاستقرار والسلام الذي يتوق إليه ..هم الذين يمنعون ويصرون على المأساة واستمرار الصراع واستمرار البحث عن حل عسكري ..وهذا لا يمكن حله عسكريا , وكلما سيأتي منه هو الدمار والخراب". وأكد سموه أن القيادة السورية فقدت شرعيتها عربيا وإسلاميا ودوليا وأصبح لا مجال الآن إلا أن تتضافر جهود الدول العربية والإسلامية في دعم سوريا ومطالبتنا بأن تتخذ الأممالمتحدة ومجلس الأمن بشكل خاص الموقف الذي ينهي هذا النزاع بالسرعة التي تحفظ بعض ماتبقى من إمكانيات البلد . أما بالنسبة للشأن اليمني فقد أشار سموه إلى أن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون عملت جاهدة مع الأشقاء في اليمن لانتقال السلطة سلميا في البلاد وهذا ما حدث ..معربا عن أمله في أن تكمل اليمن الخطوات التي بدأتها في تنفيذ مقترحات دول مجلس التعاون بهذا الخصوص. // يتبع //