سيطرت أنباء الموت والقتل ودوي الانفجارات والقصف ورائحة الدم على اهتمامات الصحف الباكستانية الصادرة اليوم لتشهد على أكثر الأيام دموياً في تاريخ البلاد حيث قتل وأصيب قرابة الخمسمائة شخص في سلسلة من الانفجارات والهجمات الانتحارية التي هزت المدن الباكستانية أمس دون التمييز بين المساجد والأماكن العامة والمصالح الأمنية والعسكرية مع استمرار عمليات القصف الصاروخي لطائرات أمريكية بدون طيار على منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان ومقتل جندي باكستاني بنيران هندية على الخط الفاصل بين شطري إقليم كشمير. وحذرت الصحف من تداعيات التوتر الأمني الغير مسبوق وانعكاسه سلباً على الوضع السياسي الراهن في ظل إعلان بعض القوى الدينية والسياسية تنظيم مسيرة مليونية الأسبوع المقبل للاعتصام وسط العاصمة إسلام آباد على الرغم من تحذير وزير الداخلية من رصد أجهزة الأمن اتصالات كشفت عن عزم حركة طالبان باكستان شن هجمات انتحارية على المسيرة. وأشارت إلى مؤتمر العلماء والمشايع الذي انعقد أمس في إسلام آباد والذي اختتم أعماله بقرار طالب فيه الشعب بعدم المشاركة في المسيرة المليونية لاعتبارها مؤامرة تهدف إلى خلق الفوضى والتوتر في البلاد، بينما اعتبرت معظم الأحزاب السياسية المسيرة محاولة من بعض القوى المتآمرة لعرقلة النظام الديمقراطي. وتطرقت إلى التوتر الراهن على العلاقات بين باكستان والهند على خلفية تبادل النار الجاري بين قوات البلدين المرابطة على جانبي الخط الفاصل في كشمير، حيث حثت وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني كهر الهند بعدم تصعيد التوتر معربة عن أمل بلادها بأن لا يتأثر حوار السلام الجاري بين إسلام آباد ونيودلهي، بينما أوضح وكيل وزارة الخارجية الباكستانية جليل عباس جيلاني أن بلاده بدأت تفكر في التراجع عن فكرة منح الهند درجة الأفضلية التجارية بعد الأحداث الأخيرة. // انتهى //