الزائر لمنطقة نجران ( جنوب المملكة العربية السعودية ) تدهشه القلاع والقصور المنثورة في كل مكان ، حولت المكان لعاصمة تزخر بالقصور والقلاع في دلالة تاريخية للبعد الحضاري الذي تتميز به المنطقة. وتشتهر نجران بالقصور والقلاع القديمة ذات الطابع المعماري المميز مثل قصر الأمارة القديم وقصر العان وقصر جبل السبت وقصر سعدان ، إضافة إلى البروج والقلاع مثل " قلعة الحاشة وقلعة قصر الإمارة وقلعة جبل رعوم وقلعة الأخدود " ، والأخيرة غائرة في التاريخ الإنساني بالنظر إلى الحضارات المتعاقبة التي مرت بها نجران التي بدأت المرحلة الأولى من الحضارة البشرية قبل أكثر من (1.5) مليون سنة واستمرت حتى حوالي 2000 قبل الميلاد وتعرف بحضارة العصر الحجري. وانتقلت نجران إلى مرحلة الحضارة الثانية التي بدأت قبل سنة (1000) قبل الميلاد وشهدت نشأة مدينة نجران القديمة وازدهار التجارة البرية التي ساهمت في نشأة العديد من المدن التجارية الأخرى في أنحاء الجزيرة العربية خلال الألف الأول قبل الميلاد ،وأصبحت نجران خلال الفترة من (600ق.م إلى 300ق.م ) من أبرز المدن التجارية المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية ، وكانت تقوم على نفس موقع الأخدود الحالي حيث كانت تقوم فيه النقوش باسم ( ن ج را ن ) وتمثل القلعة أبرز معالمها. يأتي إلى جانب ذلك العديد من المواقع الأثرية القديمة جداً التي تعود إلى حضارة جنوب الجزيرة العربية مثل "مواقع شعيب و الدريب وكعبة نجران ". وبالعودة إلى القصور النجرانية فإن ما يلفت الانتباه في تلك المنطقة القصر الكبير الذي يتربع في الوسط التاريخي للمدينة وهو قصر "الإمارة " الذي يعد من الآثار المهمة في نجران ومعلم فريد من حيث روعة البناء والهندسة في التخطيط الذي ربط عراقة الماضي بأصالة الحاضر. // يتبع //