أوضح أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس مركز " الفكر العالمي عن السعودية " الدكتور محمد بن سعود البشر أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أكدت مفهوم إشاعة السلام والعوامل الكفيلة بنشره وتعزيزه بين أمم الأرض , ولذلك فإن من المبادئ الإسلامية التي انطلقت منها أن الإسلام دين سلام يدعو أتباع الحضارات والثقافات إلى التعامل فيما بينهم . وقال // إنه لا يمكن تحقيق مفهوم هذه المبادرة إلا عن طريق اتفاق الحكومات بمؤسساتها المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني على نبذ المفاهيم المضادة مثل العنف والكراهيات والعصبيات والصراع وأن تتعاون الحكومات ومؤسساتها السياسية والفكرية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني على اختلاف توجهاتها لإشاعة مفهوم السلام والمفاهيم المرتبطة به والمحققة لأهدافه // . جاء ذلك في البحث الذي قدمه بعنوان "مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار ودورها في إشاعة ثقافة السلام " ضمن جلسات الندوة العالمية التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان ( نحو حضارة إنسانية في دول آسيان .. الدين والسلام ) في العاصمة التايلاندية بانكوك . وأضاف أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار تنطلق من رمزية المكان حيث أن العالم الإسلامي هو مهد الحضارات والثقافات وهو أكثر العوالم تعرضاً للتشويه والنقد المتعمد لدينه ومقدساته ورموزه كما ان المملكة بثقلها الديني والسياسي والاقتصادي طالها جزءاً من حملات التشويه باسم حرية التعبير ونقد الحراك الديني والسياسي والاجتماعي في السعودية ولم تكن لتتعرض لهذا كله لو لم تكن مركزا للإسلام وأمام هذا التشويه الحضاري استحضر خادم الحرمين الشريفين أهمية الحوار وأن جدية المبادرة اكتسبت ثقلها الاستراتيجي من رمزية المكان بوصف المملكة قبلة المسلمين وحاضنة مقدساتهم . وبين البشر أن دعوة الإسلام إلى السلام تجيء لأن الإسلام فيه قيم إنسانية فاضلة في مجال الحوار والمجادلة والرفق لتحقيق عمارة آمنة للأرض مقللة للخصومات والأزمات ولهذا دعا الإسلام إلى حوار الآخر وفق أصول وأهداف راسخة في عقيدة المسلمين تنطلق لتأسيس تعاون مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة . // يتبع //