أعداد : خالد الطويرقي تصوير : بندر الشيباني يعيش زائر سوق عكاظ عندما يدلف إلى جادته أجواء مفعمة بعبق الماضي العريق ويستذكر وهو يتطلع إلى جانبي الجادة ما كان عليه الآباء والأجداد في تلك العصور السالفة فهي تمثل بما تحتويه من عروض لصناعات ومهن ومنتجات تراثية يصاحبها عروض الخطب وإلقاء الشعر الفصيح بجميع مقاصده , لوحة بانورامية من الماضي العريق . وتميزت عروض الجادة لهذا العام بعرض درامي مسرحي بصري على امتداد مسرح الشارع ينقل بصرياً لما كان يحدث قبل (1400) عام ، وتكون العرض من أكثر من سبعة مشاهد رئيسة على طول الجادة بامتداد الكيلو متر جاء أولها في " السوق " وهو عبارة عن سوق لعرض جميع المنتجات والمبيعات التي كانت تقام أثناء انعقاد سوق عكاظ , إضافة إلى تبادل البيع والشراء من أنحاء الجزيرة العربية والعراق والشام واليمن والبحرين. إما المشهد الثاني فيتمثل في " حي عكاظ " حيث يشاهد الزائر من خلال العرض البصري أنماط الحياة التي كانت سائدة في تلك الحقبة من الزمن الماضي والمتمثلة في الخيام والإبل والخيل , ونمطية حياة أهل سوق عكاظ فترة انعقاده تجسدها مشاهد تمثيلية مباشرة يتفاعل معها جمهور السوق ، فيما يقف الزائر مع المشهد الثالث من العرض البصري على " الممر التاريخي " في الجادة الذي زود بنحو (1200) فانوس يضفي بعداً بصرياً لمختلف أرجاء السوق . ويقدم المشهد الرابع عرضين مسرحيين "بمسرح الجادة " الأول منهما يعرض عقب صلاة المغرب والثاني بعد صلاة العشاء ومدة كل عرض ساعة من الزمن طيلة أيام السوق , وتنفذ هذه العروض المسرحية تحت مسمى " يوم من عكاظ " , وتحكي دخول الشعراء ومناقشاتهم لقضايا الجوار وتفقد البضائع من بيع وشراء وإغاثة الملهوف وإلقاء قصائد الحكمة والتفاخر بالكرم , ومن ثم تكتب القصيدة الفائزة بماء الذهب وتعلق , وهو ما يعرف بشعراء المعلقات التي خلقت عصر قوة اللغة العربية . // يتبع //