قام أهالي منطقة عسير بتزيين المنازل بالإنارة وطلائها بالألوان وإعداد ما لذ وطاب من الأطعمة وشراء الملابس الجديدة وذلك استعداداً لعيد الفطر المبارك. ويتميز العيد في عسير هذا العام بأجوائه الجميلة الممطرة وبطابعه الخاص والمميز الذي يستمده من التراث والعادات والتقاليد الجنوبية من خلال تبادل الزيارات وصلة الأرحام. ويحرص الأهالي بعد أداء صلاة العيد على زيارة كبار السن والمرضى ثم الجيران , ويتم خلال المعايدة تقديم القهوة العربية والمأكولات الشعبية مثل العريكة والمبثوث والمشغوثة . ويصف أحد كبار السن في المنطقة مفرح بن سعد القحطاني " 74 " عاماً كيفية حلول عيد الفطر المبارك قائلاً " كنا نترقب خبر الإعلان عن دخول العيد من بعد مغرب آخر يوم في رمضان , فأحيانا يصلنا الخبر مبكرا وأحياناً يتأخر حتى قبيل الفجر , ولكنه رغم ظروف الحياة وقتها إلا أنه كان ذو طعم خاص , وكان للعيد فرحة كبيرة ومظاهر الفرح تعم أرجاء المدن والقرى ". وقال " قبيل صلاة العيد كنا نقوم بإخراج الزكاة لمستحقيها ونصلى صلاة العيد ونخرج في فرح ونتبادل التهاني ثم نقوم بزيارات بيوت القرية واحدا تلو الأخر وكان الحال بسيطا ولكن النفوس كانت صافية يسودها الألفة والمحبة. من جانبه يقول فايع على العسيري " 68 " عاماً : " رغم أن الناس كانوا يعتمدون على رؤية الهلال لدخول الشهر وحلول العيد إلا أنهم كانوا ملتزمين أن يفطروا مع بقية مدن وقرى المملكة ولا بد من أن ننتظر " المخبر " ليزف لنا البشرى بحلول العيد , حيث كان للعيد قديما فرحة كبيرة ويعبر الناس عن احتفالهم به بالرمي بالبنادق , وفي صباح العيد اعتاد الناس على إخراج الزكاة قبيل الصلاة وبعد أداء الصلاة لا نخرج من المصلى حتى يصافح كل منا الآخر ويتم بها إنهاء الخلافات وتسود روح التآلف والمحبة. // يتبع //