بدأت في سنغافورة اليوم أعمال المؤتمر العالمي الثالث للمصارف الإسلامية بعنوان "التمويل الإسلامي في قارة آسيا " ، بحضور محافظ سلطة النقد "البنك المركزي" في سنغافورة راوي مينون ، ومشاركة وفود وخبراء من أكثر من 40 بنكاً ومؤسسة وطنية وإقليمية ودولية ذات صلة. وشارك في المؤتمر وفد رفيع المستوى من البنك الإسلامي للتنمية برئاسة معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي ، الذي ألقى كلمة في جلسة الافتتاح بصفته المتحدث الرئيس في المؤتمر ، نوه فيها بالعناية والاهتمام الذي توليه سنغافورة بالصناعة المالية الإسلامية وتطويرها من خلال قيام السلطات السنغافورية المختصة بإصدار وسن القوانين التي تدعم الصناعة المالية الإسلامية في سنغافورة وعضوية سنغافورة الفعالة في مجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB). كما أشاد معاليه بتعاون السلطات السنغافورية المتواصل مع البنك الإسلامي للتنمية الذي أثمر في عام 2009م عن طرح البنك بنجاح لصكوك بمبلغ (200) مليون دولار سنغافوري ، حيث كان ذلك أول إصدار لصكوك بالدولار السنغافوري وأكبر إصدار صكوك في حينه عبر تاريخ السوق المالية السنغافورية , مشيرا إلى أن سنغافورة لديها القدرة والبنية التحتية اللازمة لدعم النهوض بصناعة الخدمات المالية الإسلامية. وأكد في كلمته أن البنك الإسلامي للتنمية كان ومازال رائداً في مجالين مهمين هما تعزيز التجارة كآلية ناجحة وفعالة في تحقيق التنمية الاقتصادية إلى جانب قيام البنك بدور رائد في تعميم المصرفية الإسلامية , مشيرا إلى أن من أبرز مميزات التمويل الإسلامي تسخير رأس المال لخدمة الأنشطة الاقتصادية التجارية منها والإنتاجية ومحذراً في ذات الوقت من حركة رؤوس الأموال غير المنتجة بين الدول. كما بين رئيس مجموعة البنك أهمية إنشاء سوق عالمي لبيع السََلم وهو أحد أنواع البيع المتعارف عليها في الشريعة الإسلامية بهدف المساعدة في ربط المنتج بالمستهلك بشفافية بعيداً عن المضاربات الضارة. وتطرق للحديث عن تمويلات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي بلغت العام الماضي 2011م (3ر8) مليار دولار أمريكي كما تجاوز الإجمالي التراكمي لتمويلات المجموعة منذ بدء نشاط البنك التمويلي في عام 1975م الثمانين مليار دولار. وأوضح معاليه أن الأزمة المالية العالمية وتداعياتها المتلاحقة منذ عام 2008م وصولاً إلى أزمة منطقة اليورو الحالية قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن مبادئ التمويل الإسلامي توفر الإطار المناسب لإيجاد نظام مالي عالمي أكثر إنصافاً وشفافية وأخلاقية واستقراراً. وسيناقش المؤتمر على مدى يومين متتاليين عدداً من الموضوعات والمسائل المتعلقة بتطوير صناعة التمويل الإسلامي على المستوى العالمي، وأفضل السبل والوسائل التي من شأنها توفير الكوادر البشرية المؤهلة اللازمة في هذا المجال، إضافة إلى بحث ومناقشة قضايا أخرى ذات صلة مثل إصدارات الصكوك ووسائل تطويرها عالمياً، وإيجاد أرضية مشتركة من أجل صناعة مالية إسلامية متطورة ذات بعد عالمي. وعلى هامش المؤتمر العالمي الثالث للمصارف الإسلامية التقى معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية برئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في سنغافورة بدولة جو تشوك تونغ ، رئيس وزراء سنغافورة السابق حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون القائم بين سنغافورة ومجموعة البنك بشكل عام وبين مجموعة البنك وجامعة سنغافورة للإدارة بشكل خاص التي تبدي اهتماماً كبيراً في تخصصاتها بعلوم الصيرفة والمالية الإسلامية وإمكانية الاستفادة من خبرات البنك الإسلامي للتنمية في تعزيز هذا الاتجاه في الجامعة. // انتهى //