خالد أحد شباب هذا الوطن تخرج منذ خمس سنوات، تخرج وهو يتأمل بالوظيفة والزوجة والسكن قرب والديه، وفي كلّ سنة يتأمل بالأخرى، وفي هذه السنة خرج للرياض بحثا عن خبرة تسنده مع خبراته السابقة للمفاضلة في وزارة الخدمة المدنية، واستقر معلما في إحدى المدارس الأهلية براتب لا يكفي لسداد مخالفة مرور مضاعفة! وقرب نهاية العام إذ لم يتبق على نهاية العام سوى شهر تقريبا، وفي هذه اللحظات فوجئ خالد بتقديم موعد التقديم على الوظائف التعليمية لمدة أسبوعين، وحرص على استكمال أوراقه في هذه الفترة، وبعد قراءته الشروط التي وضعتها الوزارة أدرك أنه في عالم لو استطاعوا أن يمنعوه من العشاء لفعلوا! قرأ خالد الشرط بعد الشرط وفي عينيه توجس واستغراب، ولا زال يقرأ وهو مبتسم حتى وصل ذلك الشرط الذي ينص على أن نهاية تاريخ الخبرة للسنة هذه لابد أن يكون في نهاية الوقت المحدد لتقديم البيانات، وهنا لا يكون قد أتم تسعة أشهر التي هي من شروط قبول الخبرة؛ مع العلم أن العام الدراسي لم يتبق منه سوى شهر! تساءل خالد هل المقصود من وضع وزارة الخدمة هي الخدمة نفسها، أم خدمتها مقصورة على صنع «المطبات الصناعية التي توضع بعد أن تتجاوزها لوحة مكتوب فيها «انتبه خلفك مطبات»! لم يتوارد إلى ذهن السيد خالد أن من صاغ مثل تلك الشروط قد يكون على إحدى المراتب التي يشترط لها الحصول على شهادة الثانوية، أو أنه أقل أكاديمية منه، ولذا بدا استغرابه ملونا بالابتسامة التي لم تفارق ذلك الثغر، ولا أدري هي ابتسامة صفراء أم خضراء؟ إلى متى وحياتنا لا تقوم إلا بقيود وشروط . فلا تستغرب يا سيد خالد ما دام الكل مخلصا، والكل همه إنجاح مسيرة النجاح العام، والكل يراقب الله فيما يصنع، والكل يتمنى لك ما يتمناه لأولاده، فلا تحزن ولا تقلق. وعند الله فرج قريب!