استبق نحو 1600 مواطن، يمثلون جمعية صيادي الأسماك، وبعض الجهات الحكومية والأهلية بالشرقية، إلى احتفالات المملكة باليوم العالمي للبيئة «اليوم» بحملة لتنظيف ما تبقى من غابات القرم بخليج تاروت، حملت عنوان «بيئتنا حياتنا»، واقتصرت على تنظيف نحو 600 متر من الغابة البالغ حجمها ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، ورفع المشاركون في الحملة أطنان المخلفات والأنقاض التي ألقاها بعض مقاولي البناء «من أعداء البيئة» داخل الغابة، التي تعد من أقدم الغابات في العالم، ويمتد عمرها لأكثر من عشرة آلاف عام. وأكد رئيس جمعية صيادي الأسماك بالشرقية داود آل سعيد، أن الحملة تستهدف نشر الوعي البيئي في المجتمع والحفاظ على جمال الطبيعية في غابات القرم، وحمل في تصريحات ل «شمس» البلدية ومجلس بلدي القطيف مسؤولية انتشار النفايات الضارة في البحر، وتدمير غابات القرم بتمرير الكثير من المشاريع المخالفة التي لا تتماشى مع الاشتراطات البيئية والصحية. واعتبر آل سعيد البلدية والمجلس البلدي متهمين رئيسيين في قضية «دفن البحار» في المحافظة، بعد رفض أمانة المنطقة التدخل باعتبار ذلك من اختصاص ومسؤولية المجلس البلدي والبلدية، وأشار إلى أن الجمعية تلقت خطابا من الأمانة توضح فيه أن جميع المشاريع لا تمر من دون أن يكون للمجلس البلدي رأي فيها كجهة رقابية، وقال: «المحافظة مرت بتجربة دفن أثرت في الحياة البحرية بشكل كبير، بحجة إقامة مخطط سكني لا يزال متعثرا». وأوضح رئيس الجمعية أن دفن «بحر الرامس» قبل عشرة أعوام أثر بدرجة خطيرة على كمية الأسماك والبيئة البحرية في المنطقة، نظرا إلى عمل آلات الدفن من دون تخطيط بيئي ومن دون رقابة، حيث كانت تأخذ الرمل من داخل البحر إلى الشاطئ، ما أدى إلى تخريب الخور الطبيعي، وهاجرت إثر ذلك العديد من الطيور والأسماك من المنطقة، وتقلصت مساحة غابات القرم بأكثر من80 %، حيث أظهرت دراسات بجامعة الملك فهد أن مساحة الغابات كانت تتجاوز 503 ألف هكتار، ثم تقلصت لأقل من النصف لتصل هذا العام لنحو 50 ألف هكتار فقط، فيما طالب نائب رئيس الجمعية جعفر الصفواني بالمحافظة على الشواطئ البكر في المناطق البحرية الطبيعية، خصوصا غابة القرم التي تعد الوحيدة في العالم بهذه الضخامة. ومن جهة أخرى، أوضح وكيل أمين المنطقة الشرقية للخدمات المهندس عبدالله القرني «أن العبث بالبيئة على مستوى السلوك الخاص والعام، وصل إلى مراحل خطيرة» وقال: إن أمانة المنطقة ماضية في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية للحد من التلوث، ومنها مشروع إعادة تدوير النفايات المتوقع تفعيله هذا العام في مدينة الدمام، كخطوة أولى قبل تعميمه على مدن المنطقة، بالإضافة إلى تعاون الأمانة وجمعية الغواصين لإزالة المخلفات من داخل مياه شاطئ نصف القمر، فضلا عن مساهمات دورية لتنظيف الشواطئ ونقل الأنقاض خارج المدن .