سعدت كثيرا بتنامي الأعمال التطوعية في مجتمعنا في الفترة الأخيرة، وتحديدا بين شبابنا من الجنسين، وربما كانت الصورة واضحة في أحداث أمطار جدة، ثم بشكل أقل في أمطار الرياض مع الأخذ في الاعتبار الفارق الكبير في حجم الكارثة وطبيعتها وظروفها. وكذلك ما نلمسه من خلال مواقع الإنترنت والفيس بوك من تشكيل مجموعات شبابية تطوعية «قروبات» في العديد من المناشط والفعاليات المهتمة بالبيئة والنظافة والسلوك الاجتماعي بشكل عام. وعلى الرغم من أن الأصل في تكوين هذه المجموعات التطوعية هو المجتمع المدني إلا أني أعتقد أن مسؤوليات مهمة لا تزال مطلوبة من القطاع الحكومي والرسمي في دعم هذا التوجه في صفوف مجتمعنا من خلال توفير المناخ والبيئة المناسبة لتنامي العمل التطوعي بدءا من المدارس والجامعات، وكذلك أمانات المدن وبلدياتها وبقية قطاعات الدولة، بحيث تتحول بعض الأعمال المحدودة من مجاميع شبابية إلى ثقافة اجتماعية تبدأ من المنزل وأفراد الأسرة إلى الحي وإلى القرية والمدينة. نريد أن نجد شبابنا وشاباتنا على مقدرة من مواجهة الكوارث الطبيعية من أمطار وانهيارات وعواصف وبراكين.. وكذلك في أعمال الإغاثة والإسعافات الأولية، نريدهم قادرين على إطفاء الحرائق ونصب الخيام، نريدهم مبادرين في التبرع بالدم ومساعدة الضعيف والمعوق والمسن. إن المسؤولية الاجتماعية اليوم أصبحت تمثل أحد أهم مناحي الحياة في جميع أنحاء العالم بما فيها الدول الفقيرة.. ومحدودة الدخل. أرجو أن ندعم توجهات الشباب الحالية المندفعين بحماس كبير نحو مدنهم وبيئتهم، يجب أن نتبنى مجموعاتهم وندعمها ونوفر لها كل الاحتياجات اللازمة لاستمراريتها.. والإشارة هنا بشكل كبير إلى القطاع الخاص والشركات الكبرى والبنوك والمصانع وغيرها.. حتى لو كان ذلك الدعم مشروطا بدعايات وإعلانات ليكن ذلك، ولا بأس فيه مادام له مردود واضح لصالح الشباب والعمل التطوعي. نريد للكشافة أن تستعيد عصرها الذهبي وألا تغيب وسط مستجدات العصر. فهي تبني الشباب وتكرس فيهم روح العمل والمثابرة.. ونريد لوسائل الإعلام أن تلعب دورها الوطني والإنساني في دعم العمل التطوعي وتشجيعه وتبنيه.. وسترون في شباب هذا الوطن الكثير من الإبداع والعمل المتميز.