الملتزم موضع تستجاب فيه الدعوات، ويسأل المؤمن ربه ويناجيه فيه، وموضعه بين الحجر الأسود وباب الكعبة المشرفة، ويسمى موضع إجابة الدعاء وقضاء الحوائج. يوضح أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقا الدكتور أحمد بناني، أن الملتزم موضع من مواضع استجابة الدعاء، فقد ثبت أن إبراهيم عليه السلام بعد أن أنهى بناء الكعبة المشرفة، وقف في هذا المكان ودعا الله سبحانه وتعالى. وأكد أنه من السنة الوقوف في هذا المكان، حيث إنه موضع من مواضع إجابة الدعوة، ولا بد من اللجوء إلى الله عز وجل بقلب صادق، فهناك دعاء مأثور عن ابن عباس: «اللهم إني عبدك ابن عبدك وابن أمتك، حملتني على ما سخرت لي من خلقك وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك، وأعنتني على أداء نسكي، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا، وإلا فمن الآن فارض عني قبل أن تنأى عن بيتك داري، فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ولا راغب عنك ولا عن بيتك، اللهم فاصحبني العافية في بدني والصحة في جسمي والعصمة في ديني، وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتني، واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير». أما وكيل كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الدكتور سعيد القرني، فيبين أن الملتزم في اللغة هو طلب اللزوم والملازمة، فالملتزم من: لزم الشيء يلزم لزوما: أي ثبت ودام، ويتعدى بالهمزة، فيقال: ألزمته: أي أثبته وأدمته، ولزمه المال: وجب عليه، ولزمه الطلاق: وجب حكمه، وهو قطع الزوجية، ومنه يقال لما بين باب الكعبة والحجر الأسود: الملتزم، لأن الناس يعتنقونه، أي يضمونه إلى صدورهم، وألزمته المال والعمل وغيره، فالتزمه، ولازمت الغريم ملازمة ولزمته وألزمه أيضا: تعلقت به، ولزمت به كذلك. والتزمته اعتنقته فهو ملتزم.