في حالات عديدة يكون انتقال اللاعب لنادٍ آخر بمثابة دفعة معنوية للأمام, فكم من لاعب وصل صفوف المنتخب بعد انتقاله لفريق آخر، والأمثلة على ذلك عديدة، ولكن هناك لاعبون بارزون إما في المنتخب أو في فرقهم أو حتى في الفئات السنية، ولكن بمجرد انتقالهم من فريقهم يخفت بريقهم تدريجيا حتى يصل لنهايته. تحاول «شمس» من خلال هذا التقرير استعراض عدة حالات لمجموعة من اللاعبين الذين أسهمت عمليات انتقالهم من أنديتهم في إنهائهم فنيا. صالح الغوينم «من القادسية إلى الاتحاد»: تفاجأ المتابعون للمنتخب الأوليمبي السعودي المشارك في تصفيات أولمبياد بكين 2008 بظهور لاعب الجناح الأيمن النجم الصاعد بسرعة الصاروخ صالح الغوينم خصوصا بعد إحرازه هدف الفوز للمنتخب الأوليمبي على إيران. وما هي إلا فترة بسيطة حتى بدأت المفاوضات من هنا وهناك, حيث تقدم النصر والاتحاد والأهلي للحصول على خدمات الموهوب البالغ من العمر، 22 عاما، حتى ظفر العميد بتوقيع اللاعب لمدة عام بنظام الإعارة مقابل 6.5 ملايين ريال، وعند بداية الدوري اختفى الغوينم عن التشكيلة الأساسية وأصبح صديقا حميما لمقاعد البدلاء, وبالرغم من تفكير إدارة الاتحاد في تمديد الإعارة في البداية إلا أنهم ألغوا المشروع في النهاية؛ نظرا لضعف مردود اللاعب الفني، ليعود بعدها إلى الخبر؛ لفريقه السابق، ولكنه أيضا لم يضمن اللعب أساسيا نظرا لمشاكله مع إدارة النادي التي قررت في نهاية الأمر وضعه على قائمة الانتقال لعدم حاجة الفريق له. عبيد الدوسري «من الوحدة للأهلي»: أثبت وجوده على خريطة الأخضر الأوليمبي والأول رغم أنه يلعب لفريق يُعتبر من أندية الوسط، فابن مكة الذي كان هدافا للأخضر في عدة مناسبات, ومن أبرز لاعبي الدوري، حصل على عرض في عام 2000 من النادي الأهلي في جدة بمبلغ 7 ملايين ريال سعودي، وهي صفقة يفترض أن تضع من شُبِه بأنه خليفة ماجد عبدالله في أعلى المستويات, إلا أن ما حدث هو العكس؛ فلم يُحرز عبيد الدوسري سوى سبعة أهداف في موسمه الأول؛ مما دفع بعض الخبثاء إلى القول «كل هدف بمليون!». وماهي إلا فترة بسيطة وتعرض لإصابة في الرباط الصليبي، وخرج من حسابات الأهلي ليلتحق بضمك الذي نسقه، وفي نهاية الأمر خاض تجربة ميدانية مع نادي الفتح قبل صعوده ليأتي الرد من مدرب الفريق آنذاك بأن هذا اللاعب «مفلس فنيا». ويرفض تسجيله. خالد السويلم «من الرياض إلى النصر»: شكل مع الفريق الذهبي لنادي الرياض فريقا صعب المراس, حصد البطولات ونافس عليها؛ ليلفت أنظار الأندية التي أرادت الاستفادة من خدمات صاحب القميص رقم 18 , وبعد فترة قصيرة يقدم النصر عرضا قيمته مليونا ريال للحصول على اللاعب، وهو مبلغ صنفته الصحافة آنذاك بأنه «خرافي». ولكن اللاعب الذي كان قد اختير للمنتخب في فترات سابقة لم يظهر بمستوى يرضي أنصار العالمي, وبالرغم من إعطاء السويلم الفرصة تلو الفرصة فإنه لم يستطع الاستفادة منها؛ لتقرر إدارة النصر تنسيقه بالرغم من ضعف العناصر الموجودة في الفريق حينها، فقد رأت أن المثل الشهير«فاقد الشيء لا يعطيه» أفضل ما ينطبق على السويلم. بدر الحقباني «من النصر إلى الشباب»: كان لاعبا بارزا في صفوف منتخب الشباب وصولا للمنتخب الأول، بالإضافة إلى مستوياته التي يقدمها مع ناديه؛ النصر, حتى حصل على شارة قيادة الفريق، وكان نجم الفريق الأول، إلا أنه بعد انتهاء عقده مع النصر رفض التجديد بمبلغ مليوني ريال، مفضلا الانتقال للنادي الآخر في صحافة الرياض؛ الشباب، بمبلغ يزيد بمليون ريال فقط عن عرض ناديه النصر، مشعلا فتيل الشرارة بين الناديين، اللذين اتسمت علاقتهما بالود قبل ذلك الانتقال، وبعد الانتقال لم يستطع ضمان اللعب أساسيا في خانة المحور في الشباب طوال السنوات الثلاث الفائتة، بالرغم من الكم الهائل من اللاعبين الذين تعاقدت معهم الإدارة الشبابية للعب في المحور، ولا تبدو الإدارة الشبابية مهتمة بتجديد تعاقدها مع «البدر» الذي قارب الانتهاء. سعيد الودعاني«من القادسية إلى الاتحاد»: بعد أن قاد بني قادس إلى الأضواء والحصول على المركز الثالث في الدوري بمشاركة زملائه, بدأت العديد من الأندية تخطب ود الودعاني، ولكن لم ينجح في ذلك سوى الاتحاد الذي استقطبه برفقة زميله الآخر سعود كريري بمبلغ 22 مليون ريال سعودي، في صفقة من أكبر الصفقات السعودية آنذاك. ولكن لم يظهر الودعاني بمستواه المعروف أيام القادسية, وبقي حبيس دكة الاحتياط، على العكس من زميله سعود الذي حجز مركزا أساسيا في وسط النمور، واستمرت الأيام والودعاني ليس خيارا مفضلا للمدربين، فأعاره الاتحاد إلى ناديه الأصلي القادسية، وقدم أداء جيدا أسهم به في إبقاء الفريق الشرقي في دوري الأضواء، وعندما انتهت إعارته من القادسية كان عقده قد انتهى مع الاتحاد ولم يرغب الاتحاد في تجديد العقد. حسين الجويهر«من الفتح إلى النصر»: بعد أن تألق في دوري الشباب مع ناديه الأحسائي واختياره أساسيا لتشكيلة المنتخب السعودي للشباب لفترات طويلة، استطاع النصر أن يخطف قلب الدفاع الشاب بمبلغ قياسي بلغ مليون ريال سعودي للعب في الفئات السنية، ولعب الجويهر موسما واحدا مع الفريق النصراوي, وبعد نهاية الموسم أتى المدرب الهولندي فوكي بوي وطلب من الإدارة إسقاط الجويهر من الكشوفات, إلا أن سقوط فوكي كان أسرع؛ ليحصل الشاب على فرصة أخرى لإثبات وجوده، غير أنه فشل فيها؛ فقررت إدارة النصر تنسيقه لعدم جدوى بقائه فنيا .