انتقد شباب سعوديون ضعف التواصل الإلكتروني معهم من قبل الشركات العقارية، مقارنة بما تفعله مختلف شركات القطاعات الأخرى؛ إذ أكد الشاب مساعد الغامدي أحد المتعاملين مع السوق العقارية أن الاعتماد على التسويق التقليدي المعتاد لم يعد كافيا في زمن أصبح فيه التواصل الإلكتروني سمة العصر البارزة: «العالم يشهد انفجارا معرفيا هائلا في عالم المعرفة الإلكترونية وتوسعا في دوائر التواصل الإلكتروني سواء عبر مواقع الإنترنت أو الاتصالات الأخرى بمختلف أنواعها». كما أفاد محمد الشهري بأن خدمات التسويق باتت هي الأخرى تستفيد من هذه الجوانب، مستشهدا بما تم في سوق الأسهم، بتأسيس العديد من أنواع التواصل الإلكتروني لخدمة المساهمين، والحال ذاته تقوم به الشركات لتسويق منتجاتها سواء عبر رسائل الجوال أو رسائل البريد الإلكتروني أو عبر مواقع الإنترنت. ويؤكد فارس القحطاني ذلك بقوله: « إننا أصبحنا نرى تواصلا إلكترونيا لافتا من قبل الشركات حتى على الهواتف النقالة الشخصية لتسويق منتجاتها، وبدأت كثير من شركات السيارات أيضا في الدخول في هذا المجال بعد انخفاض الطلب عليها، وتحمل هذه الرسائل الإلكترونية إما تخفيضا لعدد من السلع، أو إعلانا عن منتج جديد، أو توضيحا لقوائم سعرية، لكننا نجد أن الجانب العقاري يفتقد إلى هذا التواصل الإلكتروني بشكل كبير، مع أننا نشهد ركودا واضحا، ومن هنا كان على الجهات الخدمية للعقار أن تفكر في تسويق ما لديها بشكل متنوع ومتوازن فنحن في زمن التقنية الإلكترونية ولا ينبغي الاكتفاء فقط بوسائل الإعلان السابقة، بل لا بد من التنوع في الطرح وخاصة عند وجود الفرص والعروض الجيدة، فهذا سيسهم بلا شك في إنعاش جانب من جوانب التعاملات العقارية». وذكر عمر الأحمدي أن بعض المكاتب والمجموعات العقارية تكتفي بتأسيس مواقع لها على الإنترنت، دون تقديم خدمات إلكترونية أخرى، وهذا لا يعد كافيا، إذ ان وجود المواقع بحد ذاته لا يعتبر فعالا إلا إذا كان هذا الموقع تفاعليا ولديه القدرة على التواصل الجيد مع الجمهور بحيث تكون عملية التواصل مستمرة. ومن جانبه أكد عيد البقمي أحد المستثمرين في السوق العقارية على أهمية زيادة مساحة التوسع في الإعلان الإلكتروني للعقار: «هناك مواقع في الإنترنت تشهد إقبالا كثيفا من قبل المتصفحين ونجد أن العديد من الشركات غير العقارية تحجز مساحات إعلانية عبر أيقونات متعددة المساحات والأشكال بهذه المواقع، فيما لا نكاد نجد إعلانا واحدا للمسوقين العقاريين إلا ما ندر، فالإعلان عبر لوحات المكاتب أو الصحف الورقية سيبقي معدلات التسويق على ما هي عليه من حيث تنوع أدوات التسويق الإعلاني، وبالتالي بقاء معدلات الطلب على نسبتها السابقة». كما أكد عبدالله الحربي أحد المستثمرين العقاريين بالرياض على أهمية التوعية في التسويق العقاري باعتبار أن السوق العقارية كأي سوق أخرى تشهد هبوطا وارتفاعا وانتعاشا وانكماشا، وبالتالي ينبغي أن يكون المستثمرون في السوق العقارية مدركين لهذا الجانب: «أسعار الأراضي كما أنها ترتفع في فترات لا بد أن تنخفض في فترات أخرى، وهذا شيء واقعي ولا بد أن يعيه جميع المستثمرين بمختلف فئاتهم؛ لأننا نجد أن القطاع الأكبر من ملاك الأراضي لا يودون الإعلان عن البيع بالانخفاض عن أسعار تم تحديدها سابقا، وهنا نجد أن السوق العقارية تشهد ركودا غير صحي بينما لو تم إبداء عروض بأسعار منخفضة قليلا لأسهم ذلك في انتعاش عمليات البيع، فالإعلان الإلكتروني إلى جانب الإعلان المعتاد سيسهمان في إيصال تلك العروض الجيدة والفرص التنافسية إلى مختلف شرائح المجتمع» .