سابقا تعم الأفراح أرجاء البرتغال بمجرد صعود المنتخب الأول لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم، فكان ذلك الأمر أشبه بالإنجاز، ومع مرور الوقت وتصبر البرتغاليين المهووسين بكرة القدم واختلاف المعطيات، ظهر جيل كروي جعل «أحلام» البرتغاليين باعتلاء قمة المجد الكروي مشروعة مع أفضل جيل يمر على البلاد بقيادة المهاجم كريستيانو رونالدو. وعلى الرغم من «التشبع» العناصري في صفوف المنتخب البرتغالي، إلا أن علامات الاستفهام بدت ظاهرة على محيا المتابعين، بسبب التأهل الصعب إلى نهائيات المونديال الإفريقي بعد جملة من التعادلات، أجلت من خطف بطاقة الصعود الرسمي، حيث اضطرت البرتغالي إلى لعب الملحق الأوروبي أمام البوسنة للتوجه صوب بلاد «البافانا بافانا». ولم تتوقف التعادلات على التصفيات المؤهلة فحسب، بل استمرت في اللقاء الودي الأخير ضد المنتخب المتواضع «الرأس الأخضر» سلبا دون أهداف. وتعد البرتغال إلى جانب الأرجنتين أفضل من يقدم المتعة في داخل أرضية الميدان، بيد أن النتائج التي تعد العامل الأهم لم تكن مطمئنة منذ ترأس كارلس كيروش الجهاز الفني خلفا للبرازيلي لويس فيلبي سكولاري الذي لا يزال أفضل مدرب مر على البرتغال بقدرته على إيصالهم إلى نهائي كأس أمم أوروبا 2004، ومن ثم احتلال المركز الرابع في مونديال 2006. وشكك الكثيرون في دقة الاتحاد البرتغالي عندما قرر توكيل ثقته في كيروش، لكونه عمل كمدرب مرة واحدة فقط مع ريال مدريد الإسباني ولم يقدم النتائج المأمولة لتتم إقالته، ولكن عمله إلى جوار مدرب مانشستر يونايتد أليكس فيرجسون فترة طويلة رفع من أسهمه، حيث توقع الجميع استفادته من تلك التجربة وتعلمه من نهج فيرجسون التدريبي، ولكن الواقع يقول غير ذلك حتى الآن. وفي خطوة ندم عليها المدرب كثيرا، عندما قرر فتح الباب أمام المشجعين لمتابعة تدريبات المنتخب في معسكره السابق في كوفيالا، بعد أن فضل المتيمين بسحر الكرة البرتغالية إطلاق صافرة الاستهجان وإطلاق أهازيج ساخرة على اللاعبين وكيروش، نظرا إلى انتهاء التدريبات بعد 40 دقيقة فقط من بدايتها، حيث اتجه غالبية المتفرجين إلى ضعف القدرات التدريبية لدى كيروش الذي لا يستطيع عقد حصة تدريبية مطولة نظرا إلى قلة أنواع التمرينات التي يعتمد عليها. وبعد أن كان أوزيبيو اللاعب الأبرز في تاريخ الكرة البرتغالية منذ الستينيات، استطاع رونالدو الذي لم يتجاوز ال 24 من عمره بعد، التفوق عليه بإجماع النقاد والخبراء الرياضيين، بفضل ما يتمتع به من قدرات هائلة وكمال كروي، حيث يجيد التسديد والمراوغة ولديه القوة الجسمانية ويتمتع بسرعة فائقة، بالإضافة إلى استغلاله للكرات العالية وتنفيذ الركلات الثابتة بدقة. ومع توديع الكرة البرتغالية للاعبين قدما الكثير ولعبا دورا كبيرا في النقلة الهائلة للكرة في تلك البلاد، وهم روي كوستا ولويس فيجو، تأثر أداء المنتخب بصورة نسبية، ولكن ليس بصورة كبيرة، نظرا إلى وجود الكثير من الأسماء التي من الممكن التعويل عليها مثل رونالدو ولويس ناني وريكاردو كارفاليو. وتعكس تصريحات لاعبي البرتغال واقع منتخبهم القادر على تحقيق اللقب، متى ما ظهر بالصورة المطلوبة، ويرى أندرسون ديكو متوسط الميدان أن المنتخب الحالي مختلف تماما عن رابع العالم: «منتخبنا مختلف تماما عن ذلك الذي لعب في 2006، ودعنا كوستا وفيجو، ولكن لدينا الآن رونالدو الذي نضج بصورة كبيرة، وهو وحده قادر أن يسد نقص أربعة لاعبين دفعة واحدة». ولم يتفق رونالدو مع ما اتجه إليه ديكو، مشددا على ضرورة اللعب الجماعي: «المنتخب الذي لا يجيد اللعب بصورة جماعية لا يمكنه الفوز.. هذا هو الواقع، فالأداء الفردي لا يجلب البطولات مثلما كان حاصلا في وقت سابق». وفي ظل وجود البرتغال في مجموعة حديدية تضم إلى جانبها منتخبات البرازيل وساحل العاج وكوريا الشمالية، فإن على «برازيل أوروبا» استغلال توقيت المباريات، حيث تلعب أولا مع ساحل العاج، وفي حالة الفوز فإن أمر حسن التأهل مبكرا أمر وارد لكون البرتغال بعدها ستلاقي المنتخب الكوري الشمالي المتواضع قبل أن تختتم مبارياتها مع البرازيل .