لم تعد الحدائق العامة في مكة مكانا جاذبا للسكان بعد أن تحولت إلى مرامي للنفايات والمخلفات وتراجعت خدماتها بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بدورات المياه والمرافق الأخرى كالمقاعد وألعاب الأطفال، في حين انتشرت القطط الباحثة عن بقايا الأطعمة التي يتركها الزوار القليلون الذين يترددون عليها. وطالب عدد من السكان أمانة العاصمة المقدسة بضرورة التدخل السريع من أجل تأهيل الحدائق وحمايتها من عبث بعض المجهولين، لأنها تمثل واجهة للمدينة وعنوانا لرقيها. وأشار تراحيب العصيمي إلى ضرورة إدراج عدد من الحدائق العامة في برامج الصيانة التي تقوم بها أمانة العاصمة المقدسة ومنها حديقة الإحسان التي تقع على طريق يؤدي إلى الحرم ويشهد حركة دؤوبة من المارة في طريقهم وعودتهم منه، مشيرا إلى أن هذا يعني أن الحديقة تحظى بنظرة أكثر قربا من الزوار والمعتمرين وبالتالي فإن شكلها الحالي يعطي انطباعا غير جيد عن المدينة: «أنظر إلى الجدران وكيف شوهتها الكتابات المشينة، وكذلك مرافق الحديقة التي لا يوجد بها مقاعد ولا كراس ولا حتى أشجار. أما دورات المياه فحدث ولا حرج وهذا أمر لا يسر أبدا». وأضاف أن مكة بها العديد من المشاريع التي نالت الإعجاب في مختلف المجالات، فلماذا لا تضاف مشاريع تطوير الحدائق العامة إلى قائمة الإنجازات؟. أما سعود علي فدعا الأمانة إلى القيام بدورها في صيانة الحدائق العامة والتي تعد متنفسا للأهالي وزوار بيت الله الحرام، مشيرا إلى أن حديقة الوفاء إحدى تلك الحدائق المهملة والتي لم تشهد أعمال صيانة لها منذ وقت طويل حتى أصبحت ملاذا للقطط والمجهولين ومكانا لرمي المخلفات والدمار، فهجرتها العائلات ولم يعد يرتادها سوى المراهقين الذين اتخذوها مكانا لاستعراض هواياتهم في الكتابة على جدرانها. ولفت إلى أن مثل هذه الحدائق تحتاج إلى برنامج صيانة دوري تحت إشراف الأمانة حتى يتم توفير جميع مستلزماتها التي تجعلها بيئة جاذبة ومكانا رائعا للترفيه والتنزه، خاصة أن هذه الحدائق ينفق عليها مبالغ طائلة لإنشائها. أما عبدالعزيز السلطان فلفت إلى أن الإجازة الصيفية على الأبواب وكثير من الأسر تفضل التنزه في الحدائق العامة لكن للأسف فإن وضع الحدائق في مكة لا يسر فهي عبارة عن أسوار فقط وأشبه ما تكون بالمقابر، وهو ما يجعلهم يصطحبون أبناءهم إلى المدن القريبة للاستمتاع بأجوائها. ودعا الأمانة إلى سرعة معالجة أوضاع الحدائق قبل أن تبدأ الإجازة وتزداد أعداد المعتمرين والزوار. وذكر رعد الدهاس أن هناك بعض الحدائق العامة أصبحت تشكل خطرا على أسرهم، فالكابلات الكهربائية المكشوفة منتشرة أما المرافق فكأنها مهجورة، بينما أصاب الصدأ ألعاب الأطفال ويخشى أن تعرضهم لأي خطر. من جانب آخر، أوضح مدير الحدائق والتجميل بأمانة العاصمة المقدسة المهندس زكي حريري، أنه سيتم إدراج عدد من الحدائق العامة ضمن المشاريع التي ستنفذ العام المقبل، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة شرعت أخيرا في تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بالحدائق والتجميل بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من 107 ملايين و700 ألف ريال .