في عشة صغيرة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة إلا أنها بقيت صامدة على مدى 50 عاما وهي تستضيف العم عبدالراحم الهذلي داخلها، وكأن هناك علاقة حميمة نشأت بينهما بعد أن بناها بألواح الخشب وأغصان الشجر في وادي نعمان على مقربة من مكةالمكرمة. يستعيد الهذلي ذاكرة نصف قرن قضاها في عشته: «قمت ببنائها قبل 50 عاما وأسكن فيها منذ ذلك الوقت، فهي تحمل ذكرياتي الجميلة وآلامي المريرة»، مشيرا إلى أنه تزوج مرتين ولكنه لم يرزق أبناء، فالزوجة الأولى وافاها الأجل، أما الثانية فاختارت أن تسكن في موقع آخر غير هذه العشة المتواضعة». ويكشف العم عبدالراحم تفاصيل حياته وكيفية عيشه فيها: «أتسلم من الضمان الاجتماعي 1800 ريال أصرفها على حياتي اليومية والمعيشية، ونظرا إلى ضآلة المبلغ الذي أتقاضاه من الضمان الاجتماعي لم أستطع بناء مسكن يعينني على حرارة الصيف ولهيب شمسها الحارقة، كما أنني أعيش معاناة كبيرة عند هطول الأمطار، فالعشة التي تأويني تكاد تهوي لأنها مبنية من أخشاب وأغصان الأشجار، إضافة إلى أنه لا توجد بها كهرباء تنير طريقي في عتمة الليل، كما أنها لا تحميني من برد الشتاء». ويضيف الهذلي: «ظللت لفترة من الزمن أرعى الأغنام ولكن الآن كبرت ولا أقوى على ذلك الأمر، فمعظم وقتي أقضيه في هذه العشة حيث لا أستطيع التحرك كثيرا».