أمس الأول، ضحكت كثيرا وأنا أقرأ موضوعا رئيسيا في الصفحة الثقافية لإحدى الصحف عن «أول معركة أدبية نسائية سعودية»!، إذ صوَّر المحرر الأمر وكأنه معركة التجديد بين طه حسين والعقاد. بطلتا أم المعارك كاتبة في إحدى الصحف انتقدت مذيعة في القناة الثقافية، فردت هذه الأخيرة: «عيب عليك يا أختي». الله، هذه المعارك الأدبية وإلا فلا. على سيرة المذيعة، أتذكر مرة حين استضافت زميلا لنا في الصحيفة، لكنه عاد إلى قواعده سالما دون أن ينبس ببنت شفة. ليس لأنه أبكم لا سمح الله، بل لأن الأخت في الله لا تعطي أحدا فرصة الحديث. طوال الحلقة وهي تتحدث وتتكلم وتتفلسف، وتتحدث وتتكلم وتتفلسف وتتحدث وتتكلم وتتفلسف. مرة تقرأ من شعرها، وأخرى تختطف صحيفة لتتحفنا بخبر أتفه من التفاهة، وحين تتكرم وتسأل زميلنا الذي سقط في يده فإن سؤالها الطويل جدا والممل جدا جدا لا بد أن ينتهي بعبارة: «أليس كذلك؟». كانت الكلمة الوحيدة التي قالها زميلنا في كل الحلقة هي: «بالتأكيد»، «لا شك». وبالتأكيد فإنه قرر ألا يظهر في أي قناة تليفزيونية بعد هذا اللقاء التحفة وصديقتنا المذيعة الثرثارة. أحيانا أشعر أن لدى المثقفات السعوديات «طلعات» غريبة. مؤخرا، أقيمت في نادي الباحة الأدبي ندوة تناولت رواية الناقد السعودي معجب الزهراني «رقص». ويبدو أن إحدى الحاضرات أسرت في نفسها أنها ستعلق بالطول أو بالعرض على طريقة: «أعلق يعني أعلق»، وحين لم تجد شيئا تقوله صفق الحضور كثيرا حين دبجت عبارة طارت بها الركبان، إذ قالت رعاها الله: «تمنيت أن أكون واحدة من راقصات الرواية». ويا سلام سلم على المداخلات الثقافية. كل الرجاء الآن ألا تسمع أستاذة الرقص الشرقي فيفي عبده وزميلاتها العوالم بهذه المداخلة العظيمة فتدور «معركة أدبية راقصة»، سنقرأ، أيضا بالتأكيد، عن تفاصيلها المثيرة جدا في صفحاتنا الثقافية.