أسهمت مهرجانات التمور التي تقام بشكل سنوي في منطقة القصيم، في رفع نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة خلال فترة إقامتها لتصل إلى 100 % نظرا إلى توافد الزوار للمهرجانات لشراء التمور والتزود بكميات كافية منها، كما شهدت الاستراحات في المزارع إقبالا من الخليجيين للسكن وتوفير مواقع لتخزين التمور قبل شحنها إلى دول الخليج، إذ تبنت القصيم مهرجانات سنوية للتمور تقام في كل من بريدة وعنيزة والمذنب ورياض الخبراء والبدائع، إضافة إلى المحافظات الأخرى بالمنطقة برزت فيها مزادات وأسواق التمور، استقطبت الناس من جميع مناطق المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فكانت خطوة إيجابية في تحريك اقتصاديات التمور وتفعيل نشاطها لما تمثله زراعة النخيل من قيمة على المستوى الوطني في معظم مناطق المملكة وعلى وجه الخصوص منطقة القصيم. وتعد سوق بريدة الدولية من أكبر مستويات بيع التمور في الشرق الأوسط في حجم ما يرد إليها من كميات تمور لأصناف متعددة؛ حيث وصل حجم تداول التمور إلى أرقام نفذت من خلالها صفقات بملايين الريالات، حيث تشكل الكميات الواردة إلى السوق أكثر من 40 % من الحجم الإجمالي لصفقات التمور بينما يتم تداول النسبة البالغة 60 % خارج نطاق السوق في مزارع حقول النخيل، وعملت أمانة منطقة القصيم على توفير خدمات مساندة للسوق خلال إقامة مهرجانات التمور، حيث أوجدت مواقع للشحن عبر البريد السعودي وشركات متخصصة في الشحن والنقل، كما تقام على هامش السوق فعاليات مصاحبة للموسم ومعرض مصغر لبعض المنتجات المتعلقة بالنخلة تشمل وجود حرفيين يفتلون الحبال من بقايا النخيل، كما خصصت الأمانة خيمة للضيافة لاستراحة الضيوف والزوار والمتسوقين. ويشكل نوع التمر من السكري نسبة 80 % من الأنواع التي تعرض في السوق بينما تشكل نسبة 20 % الأخرى لأنواع مختلفة من أهمها نبتة علي ونبتة سيف والرشودية والسباته والشقرى والخلاص والونانة وأم الخشب والفنخا، إضافة إلى الأنواع الأخرى، ويعد السكري التمر الأعلى طلبا وسعرا في السوق، ويحل تمر الخلاص ثانيا من حيث الطلب والكمية، وتصل الكمية المنتجة من نخيل القصيم من 100 و150 ألف طن بقيمة سوقية تقترب من ملياري ريال تتوزع على أسواق المنطقة، حيث تصل حصة سوق بريدة إلى 65 % من كمية الإنتاج، بينما تصل نسبة سوق محافظة عنيزة 10 % وتتوزع النسبة المتبقية على بقية أسواق المحافظات الأخرى، ويتوقع أن تشهد الأسواق نموا في المعروض يصل إلى 20 % سنويا. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة في منطقة القصيم الدكتور جاسر الحربش أن مهرجانات التمور أسهمت في تحريك القطاعات الأخرى وعلى رأسها قطاع الفنادق والشقق المفروشة فيما كانت حركة الزوار في منطقة القصيم عالية في المهرجانات ما يتطلب كثيرا من الاستثمارات في مجال الفنادق من فئة الخمس نجوم، متوقعا أن تستقطب مثل هذه المهرجانات رؤوس أموال في الخدمات المساندة، والهيئة تعتزم الاستثمار في النزل الريفية عبر تنظيم رحلات لحقول النخيل، وهذا ربما يحفظ ملاك مواقع النخيل للقيام باستثمارات متعددة داخل حقول النخيل التي يمتلكونها مما يمثل عامل جذب سياحي مهم. وبين رئيس لجنة التمور بالغرفة التجارية الصناعية بمنطقة القصيم المهندس سلطان الثنيان أن ملاك النخيل وأصحاب مصانع التمور يعانون من ضعف دور التسويق والتصدير، مشيرا إلى أن النسبة الحالية من صادرات التمور لا توازي حجم الإنتاج، داعيا إلى عمل مؤسسي يخدم جميع الأصناف على اختلافها باختلاف مناطق زراعتها للإسهام في عمليتي التسويق والتصدير. من جانب آخر أكد عضو لجنة التمور بالغرفة التجارية الصناعية بالقصيم علي الفايزي أن المشكلات التي تواجه عملية التسويق داخليا وخارجيا تتمثل في ارتفاع تكاليف النقل نظرا إلى بعد مناطق الإنتاج عن مراكز التسويق من ناحية وحاجة التمور إلى سيارات نقل مبردة من ناحية أخرى، مشيرا إلى غياب دور التسويق التعاوني للتمور وعدم اهتمام صغار منتجي التمور بعمليات ما بعد الحصاد من حيث الفرز والتعبئة، ورأى ضرورة اتخاذ العديد من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحسين المعلومات التسويقية لمنتجي التمور، مطالبا بتفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية في عملية تسويق التمور والتنسيق بين اللجان والجمعيات والهيئات الخاصة بمنتجي ومصنعي التمور