يزور الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون كندا هذا الأسبوع وفي جعبته كمية من المشكلات. ورغم أنه يقترب من نهاية فترة رئاسته في عام 2012، إلا أنه شخص محاصر، ولا يحظى بشعبية ويقود حربا تمولها أمريكا لطحن عصابات المخدرات القوية. وللأسف، كلفت تلك الحرب 23 ألف شخص في عهده. وهناك عدد قليل من المكسيكيين الذين لم يمسهم الفساد والعنف الدائر من حولهم الذي يبدو أنه خرج عن نطاق السيطرة. وعشية زيارة كالديرون لمدة ثلاثة أيام، التي تتضمن خطابا أمام البرلمان، أصبح واحدا من أقرب حلفائه السياسيين دييجو سيفالوس في عداد المفقودين، ولم يترك أثرا وراءه بخلاف سيارة تتناثر فوقها الدماء. كما قُتل عضو في حزب كالديرون السياسي رميا بالرصاص بعد أن تجاهل تحذيرا للتخلي عن ترشيحه لمنصب العمدة في إحدى المدن. ونادرا ما يمر يوم دون حدوث المزيد من قصص الرعب من عنف العصابات المكسيكية، والفساد، وقطع الرؤوس والقتل. وأصبح الجيش، الذي استدعى للمشاركة في محاربة العصابات، يرتكب انتهاكات حقوق الآخرين بما في ذلك القتل والتعذيب والاغتصاب. ويمكن أن يتعاطف الكنديون مع حملة كالديرون العسكرية لتأكيد سلطة حكومته المنتخبة ديموقراطيا، وإلى إضعاف العصابات وعدم السماح لها بالإفلات من العقاب وتهديد المجتمع بوجه عام. ومثل الأمريكيين، يجب أن نعترف أيضا بأن بحثنا عن الكوكايين والمخدرات الأخرى هو تأجيج للأزمة. لكن رغم كل ذلك، ينبغي أن يستخدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر مناسبة زيارة كالديرون للتعبير عن القلق الشديد إزاء استقرار المكسيك على المدى الطويل، والخسائر المروعة في الأرواح وانتهاكات حقوق الإنسان. ومما لا شك فيه أن كالديرون غير راض عن قرار أوتاوا لإجبار المكسيكيين على استخراج تأشيرات دخول لوقف تدفق طالبي اللجوء وتشديد الإجراءات في منافذ الدخول خاصة المطارات. ولكن هذا الأمر لا ينبغي أن يمنع هاربر من التصدي للقضايا التي تواجه المكسيك. ويشعر الكنديون بقلق عميق بسبب ما يرونه في المكسيك، من ضعف الحكم، والساسة الفاسدين، وانتشار الجريمة التي تهدد بزعزعة استقرار دولة صديقة وجارة.