على الرغم من أن كثيرا من المصورين والمصورات يدّعون تقبلهم للنقد إلا أنهم في حقيقة الأمر يستاؤون من إبداء ملاحظات سلبية على صورهم، وهذا الأمر لا يسهم في تقدم مستوى المصور، فتقبل النقد واتساع مدارك المصورين هما أول خطوة للحصول على صورة أجمل. يرى الناقد رولان بارت أن «الربكة النفسية» التي تحدثها الصورة لدى المتلقي، هي السبب في إجباره على الوقوف أمامها طويلا، وهي نتاج توافق ثقافي بين المتلقي والمصور بوصفه محدثا لهذه الربكة لدى الأول، ولكن قد يكون اختلاف ثقافات المتلقين والمصورين سببا آخر في إحداث هذه الربكة، وفي كلتا الحالتين يبقى الانطباع الأول هو الأكثر استقرارا في وجدان المتلقين بعد أن تأثروا بأبعاد الصورة وشخوصها ودلالاتها بحسب خلفياتهم الثقافية، ويذهب كثيرون إلى ما ذهب إليه الناقد «بارت» في أن الصورة التي تترك أثرا «وخزا» لدى المتلقي هي التي تتجاوز أهم أسس الحكم على الصورة الفوتوجرافية، إلا أن هذا التأثير قد يختلف باختلاف خريطة المتلقين الذهنية التي تنتج من اختلاف ثقافاتهم، كما يرى ستيوارت هول، عندما يستطيع المصور أن يحدث الربكة لدى جميع المتلقين باختلاف ثقافاتهم، ولأن الناقد يتأثر كمتلق، فهو يقع تحت هذا التأثير الذي ينعكس على آرائه النقدية. ويعيش المشهد الفوتوجرافي السعودي غيابا شبه كامل للنقد الفني للصورة الفوتوجرافية، إلا أن النقد التقني يتناوله الجميع بطرق تلقائية مرتكزة على تراكم خبراتهم السابقة التي قد تكون خاطئة، وقد تفشت هذه الطريقة في الكثير من المنتديات المتخصصة في التصوير الضوئي، فعندما يرفع أحد المصورين أو المصورات صوره الجديدة في معرض الصور الإلكتروني، تنهال عليه عبارات المديح، بلا وعي لخطورة الإطراء، في وقت يحتاج فيه المبتدئون والمبتدئات إلى نصائح للخروج بصور أكثر جودة. ردود فعل سريعة للفوتوجرافي محمد الشهري تجربة في إدارة مجموعة أصدقاء الضوء للتصوير الفوتوجرافي، فهو يرى أن الكثيرين لا يملكون أدوات النقد الصحيحة: «تكون تعليقاتهم عبارة عن ردود الفعل الأولى التي غالبا لا تكفي للوصول إلى نتيجة نقدية عادلة». ويشير إلى أن التركيز على مواطن الضعف في الصورة فقط، قد يحبط المبتدئين الذين يحتاجون إلى التشجيع للاستمرار ولإنتاج صور أجمل. نقد إيجابي يعلق الفوتوجرافي عبدالعزيز مشخص على هذه الظاهرة بأن عدم تقبل النقد، خصوصا عندما يكون المصور أو المصورة في خطواته الأولى، لا يعد أمرا رشيدا، فالفنان بحاجة دائمة إلى التقييم وإظهار مواطن الضعف في عمله، حتى يتلافاها، وفي الوقت نفسه يحتاج إلى الإشارة إلى مواطن القوة حتى يتم التركيز عليها، فبعضهم يعتقد أن النقد هو إظهار مساوئ الصورة فقط، من دون التركيز على مواطن الجمال فيها. المزيد من المديح وعن عزوف كثير من المصورين المتمكنين عن النقد، يشعر الفوتوجرافي الدولي عيسى الحمودي أن عدم تقبل الآخرين للآراء الصريحة، هو الذي يؤدي إلى العزوف عن النقد: «هم يريدون من يمتدح صورهم فقط»، ولأن توزيع عبارات المديح بسخاء إضاعة للوقت، كما أنه قتل للمواهب الجديدة، فالخلود إلى الصمت هو الأجدى في هذه الحالات: «من لا يتقبل النقد لن يتطور مستواه أبدا». أقسام خاصة وترى المصورة خلود العمري أن سبب عدم تلقي المصورين والمصورات المبتدئين للنقد، هو بسبب شعور الناقد بالإحراج من آرائه، خصوصا عندما يستخدم اسمه الصريح في المنتديات المتخصصة بالتصوير، ولكن بالإمكان فتح أقسام متخصصة لمن يريد أن تقيم صوره، ويشرف عليها نقاد يشهد لهم بامتلاك أدوات النقد، وحتى لو تم هذا عبر أسماء مستعارة، فالأهم هو أن نعرف أخطاءنا لنتداركها لاحقا .