«الخبر نفس الخبر.. ما طرى علم جديد».. هذه الكلمات تصف حال كثير من الفنانين الشباب الذين يقتاتون على الوعود التي يرميها عليهم المنتجون قبل بداية تصوير أعمالهم الموسمية.. حيث يجد هؤلاء الشباب الذين عشقوا الدراما أن هذه الوعود والأمنيات هي مصدر إحباط لهم لأنها تثبط عزائمهم عن البحث بين «اللوكيشنات» عن مشهد شاغر أو دور يقسو المونتاج عليه فيغيبه عن الظهور.. هذه ليست الآمال ولكنها أضعف وأبسط الحقوق التي يبحثون عنها في زحمة «الشللية» والواسطات واعتبارات غيرها.. في البداية أوضح الفنان فايز عبيد الذي شارك في مسلسل «الماشي» أنه حصل على وعد من أحد المنتجين المعروفين الذين يعملون لإحدى القنوات الخاصة بالظهور في العمل الرمضاني الضخم الذي سيقوم بإنتاجه: «وعدني ولم يف بوعده، رفضت الظهور في عمل على القناة الأولى لكنه خذلني». وبين عبيد أن حالته ليست فردية بقدر ماهي متكررة مع زملائه الفنانين الشباب: «أتمنى أن يخبرني المنتج بأنه لا مكان لي في العمل كي أبحث عن غيره، أشعر بالإحباط أن رمضان أتى دون أشارك في عمل». واختتم حديثه الذي طغت عليه نبرة ممزوجة بالحزن والغضب مطالبا بإيجاد جمعية خاصة تهتم بتوزيع الفنانين الشباب على الأعمال السعودية في القنوات الخاصة. الفنان أحمد منصور لم يكن أفضل حالا من سابقه: «الوعود لزمة رمضانية، وأصبحت نكهة خاصة قبل الشهر الفضيل، وليت الأمر يقتصر على منتجين فحسب بل كل يعطي المواعيد من طرفه من مخرجين وممثلين وحتى فني الإضاءة تعلم أن «يضرب صدره» ويعطي الوعد». الفنان الشاب عليان العمري الذي يجيد تقمص الأدوار التراجيدية والكوميدية، ولا تخلو جلسة شبابية من «قفشاته» ومن الروح المرحة التي يضفيها على الحضور هو الآخر قد يدخل موسوعة مواعيد عرقوب للموسم الرمضاني، حيث تلقى تعهدات من قبل القائمين على أربعة أعمال بأنه سيكون له السبق في التواجد: «ليتهم ما وعدوني، لأن هذه المواعيد تعزز للمواقف السلبية المأخوذة عن الوسط الفني، أصبحنا في الفن لا نثق إلا بالقليل من الموجودين، لأن الأغلبية يتغير كلامهم قبل وبعد التعميد».وذكر عليان الذي حاز جائزة أفضل ممثل مسرحي في مهرجان الجنادرية العام الماضي أنه سيكافح للوصول لمبتغاه ولن يكون محبطا من تصرفات المنتمين للوسط الفني. من جهة أخرى أوضح الفنان الشاب عبدالله عسيري الذي شارك في مسلسل «أيام السراب» بأنه كان يتمنى أن يشارك في الأعمال السعودية التي يتم تصويرها الآن في حارات الرياض، وقام بعدد من التحركات والاتصالات في هذا الخصوص قبل بداية التصوير بفترة كافية: «ظننت أنني سأعاني في الشهر الجاري من الأعمال، وذلك بسبب كثرة الوعود التي حصلنا عليها أنا وزملائي، ولكن لا حياة لمن تنادي». «شمس» أجرت اتصالا هاتفيا بعدد من المنتجين الذين أبدوا تحفظهم على أحاديث الفنانين الشباب موضحين أن كل عمل سعودي لا يخلو من الفنانين الشباب، والقائمة لا تتسع لهم جميعا، وأجمعوا في ردهم أنهم لا يتحملون المسؤولية في ذلك وعلى الفنان ألا ييأس لأن المشوار لا يزال طويلا أمام الشباب