إذا كنت لاعبا، فعليك التفكير ألف مرة قبل اتخاذ القرار الأهم الكامن في الزواج، فكم من اللاعبين الذين ظنوا أن إقدامهم على تلك الخطوة سيلعب دورا رئيسا في مساعدتهم على الاستقرار، ويحدث معهم العكس، ويفاجأ فيما بعد بأنه كتب نهاية لمسيرته الكروية بمجرد قبوله اقتراحا جانب الصواب بسبب تأثير شريكة حياته فيه. ويأتي اندرييه شيفشنكو الدولي الأوكراني الذي كان أسطورة ومعشوق جماهير ميلان من أوائل النجوم الذين فقدوا بريقهم بسبب ذلك الأمر، عندما أصرت زوجته عليه بترك النادي عام 2006 وقبول عرض الملياردير الروسي مالك نادي تشلسي رومان إبراموفيتش والانتقال للعيش في لندن التي تستهويها أكثر من ميلانو بادعائها أنها سئمت من طريقة الحياة هناك. وعلى الرغم من المقابل المادي الكبير الذي انتقل به شيفشنكو إلى تشلسي «30 مليون جنيه إسترليني» وتقاضيه ل120 ألف إسترليني أسبوعيا، إلا أن ذلك القرار شكل أكبر انتكاسة بمشواره الكروي بعدما فشل في فرض نفسه بتشكيلة الفريق وقدم مستويات متواضعة جعلت جماهير «البلوز» تنعته وتطلب منه ترك النادي في أقرب وقت ممكن، بعدما كان اللاعب الأول في ميلان على حساب البرازيلي كاكا الذي انتقل أخيرا إلى صفوف ريال مدريد. وبقي شيفشنكو أسيرا لدكة بدلاء تشلسي وغير قادر على إقناع خوسيه مورينيو الذي كان مدربا للفريق في ذلك الوقت نظرا إلى التألق اللافت لديديه دروجبا وإسهامه بشكل كبير في ذلك العام بتحقيق الفريق للقب مسابقتي كأس إنجلترا والرابطة المحترفة. ولم يتغير الحال بالنسبة إلى شيفشنكو بعد رحيل مورينيو الذي أكدت تقارير صحفية أنه السبب وراء إقالته من النادي، وحلول الإسرائيلي إفرام جرانت بدلا عنه، حيث واصل المدرب الجديد تجاهله حتى أصبح في قائمة المنسيين للنادي «اللندني». وحاول شيفشنكو بعد ذلك خطب ود جماهير ميلان بعد أن تأكد أن قرار زوجته جانب الصواب وتسبب في خسارته لعشق الجماهير، وتسبب أيضا في انحدار مستواه بشكل ملحوظ، بعدما عاد لميلان على سبيل الإعارة الموسم قبل الماضي ولكن الحال لم يتغير وبقي في دكة البدلاء وواجه الواقع المر من الجماهير التي انتقدت قرار الإدارة بإعادته، ليقتنع بعدها في العودة إلى بلاده واللعب مع نادي دينامو كييف. الأمر كان مشابها بدرجة كبيرة بالنسبة إلى ديفيد بيكام قائد مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي سابقا، بعدما كشفت صحيفة ذا صن البريطانية، أن لزوجته فيكتوريا نجمة البوب دورا واضحا في توتر علاقته مع أليكس فيرجسون مدرب اليونايتد الذي ركل بيكام ذات مرة بالحذاء في حادثة شهيرة تسببت بجرح في حاجب اللاعب بعد أن قام بالرد على وجهة نظر من مدربه بصورة استفزته وجعلته يقوم بذلك التصرف. وكان فيرجسون قد ناشد بيكام عندما كان لاعبا في صفوفه بأن يهتم بجوانب كرة القدم أكثر من سفره ورحلاته الاجتماعية مع زوجته، وهو الأمر الذي جعل فيكتوريا تطلب من بيكام الخروج من النادي، وتحقق ذلك الأمر بانتقال بيكام لصفوف ريال مدريد بمبلغ 40 مليون يورو في عام 2003 جعلته يشارك بقية نجوم الريال سقطاتهم في فترة عدت بأسوأ فترات النادي «الملكي» بعدما ركز فلورنتينو بيريز على الأرباح المادية من صفقاته التي يبرمها دون النظر عن الفائدة التي سيقدمها اللاعب داخل أرضية الميدان. ومنذ ذلك الحين انحدر مستوى بيكام بشكل لافت، بدليل خروجه من الريال والانتقال إلى لوس أنجليس جالاكسي الأمريكي بعدما رفض ناديه تجديد عقده، ولم تلتفت له أندية الصفوة بأوروبا، وفقد أيضا شارة قيادة منتخب بلاده. ولم يكن البرازيلي رونالدو الملقب ب«الظاهرة» أفضل حالا من شيفشنكو إلا أن قصته اختلفت قليلا، حيث كاد يكتب بدخوله القفص الذهبي نهاية مشواره الكروي بعدما أصيب بالرباط الصليبي بركبته بعد زواجه بأسابيع، تسببت في غيابه مدة ستة أشهر قبل أن تعاوده الإصابة لسوء الحظ في أول لقاء له بعد عودته، بيد أن رونالدو أصر على العودة مجددا وحقق الكثير من النجاحات مع ريال مدريد وتمكن من قيادة المنتخب البرازيلي لحمل كأس العالم 2002، ونظرا إلى تكرار الإصابة بشكل سريع عانى رونالدو من الناحية النفسية والبدنية على حد سواء بعدما اتضح عليه البدانة وعدم مناسبة جسمه لشخص يمارس رياضة كرة القدم، وظل يتخبط حتى عاد للدوري البرازيلي ليلعب لصالح كورنثيانس نظرا إلى تخوف الأندية الأوروبية الكبيرة من التعاقد معه بسبب إصاباته المتكررة .