كم نحتاج من الوقت.. والجهد.. والدلائل.. والتقارير الميدانية لأوضاع المعيشة.. وأسعارها.. حتى نقنع وزارة الشؤون الاجتماعية بأن 800 ريال فقط لا غير.. لم تعد كافية كراتب شهري لمستحقي الضمان الاجتماعي من الأرامل والمسنين.. وحتى من تحدثوا وكتبوا وطالبوا بجبر المبلغ إلى ألف ريال..أعتقد أنهم لم يصلوا إلى الوضع الأنسب ولا حتى الحد الأدنى من الاحتياج الفعلي لحياة بسيطة جدا يمكن أن تعيشها امرأة مقطوعة.. معزولة.. كفيفة اليد.. والحيلة.. وأعتقد من جانبي أننا إذا لم ننتظر تعديل المرتب إلى ألفي ريال كمرتب شهري، فأرى أن أي مبلغ آخر لن يوفر أي عيش كريم يواجه أدنى التكاليف التي يتدخل فيها المسكن والمأكل والمشرب والملبس والدواء وتكاليف الغاز والماء.. ولن نشير هنا إلى أي حاجات إضافية اعتيادية في تجهيزات بسيطة لبعض الأجهزة الكهربائية كمكيف للتبريد في قيض الصيف.. أو مدفأة في زمهرير الشتاء.. أو ثلاجة تحفظ فتات الأكل وتبرد الماء.. وكذلك سنعتبرها حبيسة المنزل لا تخرج منه إلا إلى قبرها.. بمعنى أنها لا تخرج إلى سوق تقضي منها حاجة.. أو إلى مستشفى تعالج فيه.. وبالتالي تحتاج إلى» تاكسي أو ليموزين» لينقلها إلى حيث تريد. في ظل عدم وجود مكان للمرأة في النقل العام ومن باب أولى في هذه الحالة ألا تحلم الأرامل والمسنات بمواقع خاصة لهن؟! إن عشرات الآلاف من الأرامل والمسنات في شرق البلاد وغربها.. وشمالها وجنوبها.. هن أمانة.. وهن مسؤولية الوزير والوزارة.. إضافة إلى مسؤولية المجتمع بأكمله.. الذي نتمنى أن يكون مجتمعا متكافلا متقاربا مع الأيتام.. والمعوقين.. والمسنين من الجنسين.. فهل من بارقة أمل؟ وهل من بشائر خير منتظرة؟ اللهم سهل.. ويسر..