لم نعد نحن المستمعين نتحمل سماع بعض الأغاني التي يفرضها علينا القائمون على الإذاعات العربية، أغان فيها كلمات مرصوصة لا علاقة لها بالفن ولا بالإحساس وإنما هي مجرد «صف كلام» يكتبها المؤلف الغنائي. وأنا هنا ذكرت المؤلف الغنائي لأن ما يكتبه ليس شعرا، حتى أقول الشاعر الغنائي، ويأتي بعد ذلك دور الملحن «الفلتة» الذي يسرق من هنا ومن هناك ويعمل خليطا من السرقات ليزعم أنه قدم عملا خرافيا، وإذا ما واجهه الجمهور أو الإعلام ذكر أن ذلك ما تتطلبه السوق من الكلمة الخفيفة والإيقاع السريع. حقيقة سئمنا الأغنية الشبابية وسئمنا «العك الغنائي» الذي يقوم به بعض الدخلاء على الفن، ولا ندري هل الخلل فيمن يسمع هؤلاء ويطلب مثل هذه الأغاني الهابطة، أم في الفنانين الذين نهجوا هذا الطريق الذي أعتبره طريقا خاطئا؟ الأغنية ينبغي أن تكون كلمة ذات دلالات واضحة ومعنى جميل، ومن ثم يأتي اللحن المكمل لجمال الكلمات، وفي الأعوام الأخيرة لم نعد نسمع أعمالا طربية يروق للأذن سماعها، فمن يسمع أغنية «كذا كذا الحلو يتمخطر» للفنان محمد إحسان يعي تماما أن الفن قادم إلى الانحدار، كما أنه ليس من الضرورة أن يكون الإبداع وراثيا، فهذا هو محمد إحسان خير مثال على هذا الكلام فقدم أغنية بعيدة عن الفن، والمصيبة أن «إم بي سي إف أم» تبثها.