كيف يكون شعورك عزيزي القارئ عندما يحاول شخص ما أن يستغفلك؟ وكيف يكون شعورك عندما يحاول دون كلل أو ملل في سبيل تفريغ جيوبك مرة بعد أخرى؟ للأسف هذا هو الوضع الذي يحصل معك عندما تتلقى إعلانات المتاجر الكبرى الاستهلاكية التي تعدك دائما بأفضل التخفيضات وأجمل العروض الأسبوعية واليومية، ثم تفاجأ بالعبارة المعتادة «انتهى العرض يوم أمس»، ولو حاولت أن تفاجئهم وتذهب في بداية مدة العرض أيضا ستصطدم بعبارة «انتهت الكمية المخصصة للتخفيض» على الرغم من أنك توجهت إليهم فور وصول المنشور الإعلاني إليك! المشكلة الأكبر أن هذه العروض تقوم بعملية سحب المستهلك إلى المتجر وبعد ذلك وتلقائيا سيخرج بأكوام من المنتجات التي لا يحتاج إليها أساسا ويشتريها دون أي سبب، ثم يتساءل بعد ذلك لماذا أشترى من كل رف علبة؟ وكثير منا مروا بهذه التجربة، إذ تعودنا على هذا الأسلوب الاستهلاكي السيئ والذي استحدث بواسطة المتاجر الكبرى، ما يجعلنا في كثير من الأحيان ننفق مبالغ لا بأس بها في أشياء في غير محلها، بينما يمكننا أن نستفيد منها في أمور أخرى أو نوفرها في حساباتنا شبه الخاوية. إذ إننا ندخل إلى السوبر ماركت أو المتجر لشراء عدة أشياء معينة قد لا تتجاوز تكلفتها 150 ريالا، ولكننا نخرج بفاتورة طويلة مذيلة برقم يتجاوز ال 500 ريال، ولدى كثير من العوائل يتكرر هذا الموقف بشكل شبه أسبوعي، ولكن توفير مبلغ 500 ريال شهريا «فرضا» على الأقل «وهو المبلغ المتوسط لحجم شراء المنتجات غير الضرورية شهريا» ستجد في آخر العام أنك وفرت مبلغا يقارب ستة آلاف ريال «كمتوسط»، وهو مبلغ لا بأس به، قد تستفيد منه في أي ظرف طارئ. بالطبع أنا لا أقول قتروا على أنفسكم أو أن تحرموا أطفالكم من حاجاتهم، ولكن لا تدعوا هؤلاء يستغفلونكم بسبب رغبتنا الطبيعية في التوفير، وكفاكم يا أصحاب المتاجر استغلالا بعروضكم الوهمية ومحاولاتكم المبتذلة والرخيصة لإفراغ جيوبنا فهي فارغة بما فيه الكفاية.