لم يكتف فريق برشلونة الأول لكرة القدم بالتتويج بلقب بطولة الدوري الإسباني للمرة ال 20 في تاريخه، إثر فوزه، أمس الأول، في الجولة الأخيرة على بلد الوليد بأربعة أهداف نظيفة، بل زين احتفاليته برقم قياسي جديد في عدد النقاط التي أحرزها في موسم واحد «99»، وجائزتين تمثلتا في أفضل هداف، وحصل عليها ليونيل ميسي برصيد 34 هدفا، وأفضل حارس مرمى التي نالها فيكتور فالديز، حيث لم يلج مرماه سوى 24 هدفا في 38 مباراة. ومنذ 22 عاما لم ينجح أي فريق إسباني في نيل الجوائز الثلاث دفعة واحدة، ويعود تاريخ المرة الأخيرة التي تكرر فيها ذلك الإنجاز إلى عام 1988 حينما احتفل ريال مدريد بلقب بطولة الدوري، وحصد مهاجمه المكسيكي هوجو سانشيز جائزة الهداف برصيد 29 هدفا، ونال حارسه باكو بويو جائزة أفضل حارس مرمى بعد أن اهتزت شباكه في 23 مناسبة. وبصورة عامة استطاع تحقيق ذلك الإنجاز ثلاثة فرق قبل برشلونة، وكان أتلتيك بيلباو أول من حصد كل الجوائز في موسم 1929/1930، وجاء بعده ريال مدريد في موسم 1932/1933، مع العلم بأنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الحصول على الجوائز كلها خمس مرات «1960/1961 - 1962/1963 - 1963/1964 - 1987/1988». وكان لفريق فالنسيا نصيب من ذلك الإنجاز عندما حققه في موسم 1943/1944. وعند التركيز على برشلونة البطل المتوج، فإن مهاجميه أحرزوا جائزة الهداف «بيتشيتشي» 11 مرة، وتوج حراس مرماه بلقب أفضل حارس «زامورا» في 17 مناسبة، وهو الرقم ذاته الذي استطاع فيه حراس ريال مدريد نيل الجائزة. هذا، وأنهى أفضل لاعب في العالم الموسم الماضي ليونيل ميسي موسمه بأفضل طريقة ممكنة، حيث لم يكتف بصدارة هدافي الدوري المحلي، بل نال بفضل أهدافه ال 34 «الحذاء الذهبي» الذي يقدم لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية. وأحرز ميسي 13 هدفا خارج إطار الدوري المحلي، كان تسعة منها في دوري أبطال أوروبا، إلا أن الجائزة تأخذ في الحسبان الأهداف المسجلة في الدوري المحلي فقط، وتضع في حسبانها أيضا اختلاف قوة الدوريات الأوروبية فيما بينها، ولهذا صنفتها على ثلاثة مستويات تختلف فيها آلية توزيع النقاط، ويشكل الدوري الإسباني والإنجليزي والإيطالي أضلاع المستوى الأول، وتتوزع بقية الدوريات بين المستوى الثاني والثالث. وعبر المدرب جوسيب جوارديولا، الذي أضاف لقبا سابعا في مسيرته الممتدة لعامين فقط مع الفريق، عن سعادته أولا بتتويج الفريق بلقب البطولة، مؤكدا أنه كان نتاج عمل جماعي، وتركيز بدأ منذ انطلاق صافرة أول مباراة في «الليجا»: «من الجيد أن تنال ثمار جهدك في النهاية.. الجميع أثنى على أداء برشلونة، وكان من الصعب أن نخرج من الموسم من دون لقب كبير، ولكن النهاية كانت سعيدة». وتطرق جوارديولا للمنافسة العصيبة التي واجهها من غريمه التقليدي ريال مدريد الذي حل ثانيا: «ريال مدريد كان منافسا رائعا، والصراع فيما بيننا جاء مثاليا، أهنئ مانويل بيللجريني وجميع لاعبي الريال على ما قدموه، رغم عدم تحقيق الألقاب، ولكن كانت لديهم القدرة والرغبة أيضا في ذلك، وكرة القدم دائما ما تلعب على جزئيات صغيرة هم لم يحسنوا التعامل معها». وعلى الرغم من السعادة التي ارتسمت على محيا جوارديولا، إلا أنه أبدى امتعاضه من الحروب التي واجهها فريقه خارج أرضية الميدان، من خلال اتهام الحكام بالانحياز لصالحهم: «سأكون صريحا مع الجميع، ريال مدريد «النادي» أكن له كامل التقدير والاحترام، ولكن إعلامه سخيف لأنهم إذا فاز فريقهم مجدوا فيه واعتبروه الأجدر، وإذا خسر تحدثوا عن محاباة التحكيم لصالحنا.. أتمنى أن تكون مكبرات الصوت التي يستعملها إعلامهم في صالحنا، وأن ينصفونا ويعترفوا بأحقيتنا في تحقيق اللقب». وختم جوارديولا حديثه بالتأكيد على أن برشلونة بحاجة إلى تعزيز صفوفه بلاعب أو اثنين قبل بداية الموسم الكروي المقبل. من جهة أخرى اضطرت شرطة إقليم كتالونيا إلى ضرب بعض الجماهير ب «الصاعق» ورمي قنابل مسيلة للدموع بسبب أعمال شغب أثناء احتفالهم بفوز برشلونة بلقب الدوري. وأكدت صحيفة «ماركا» أن الجماهير التي تجمعت في المكان التقليدي للاحتفال كان عددها نحو 30 ألفا، وسارت الأمور بشكل طبيعي حتى الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، ليحطم بعض المشجعين بعدها كل ما يجدونه أمامهم من سيارات ومحال تجارية