إذا دققنا النظر فيما يسمى «بمركز القياس والتقويم» وتأملنا ما يقوم به من اختبارات لا تمت للقياس بصلة أدركنا أننا نعيش على هامش التقليد ليس الأعمى –لأن الأعمى قد يكون تقليده إيجابا – بل التقليد غير المنطقي، فهل نطلق مثلا على اختبار الخريج من تخصص اللغة العربية بمعدل 110 أسئلة تقريبا 50 % منها عن الرياضيات و48 % منها عن التربية و2 % منها عن اللغة العربية- أي أسئلة التخصص – هل نطلق على هذه الأسئلة أنها تقيس مدى وعي وإدراك خريج اللغة العربية؟ وإذا كان الجواب بنعم، فماذا تقيس؟ هل تقيس جدول الضرب والقسمة؟ أو كيفية كتابة الأهداف التربوية أو معرفة المثلث وزواياه، وقياس الدائرة؟! هل نستطيع أن نفترض مثلا أن للقياس أهدافا معرفية فرزية؟ أم أنه شكلي من أهم مقوماته أو أساسياته المادة؟ وإذا افترضنا ذلك فعلى أي أساس حددت تلك الأهداف؟ بمعنى آخر ما المخرجات التي يحكم بها على الطالب أنه يمتلك المعلومة أو الثقافة الكافية؟ هل هي أسئلة متشتتة في وقت محدد مع وجود مشرفين – في قاعة الاختبار- لا يمتلكون الاحترام الكافي لحال الطالب في هذا الوقت المحدد، فترتفع الأصوات بالتنبيه والتحذير بمكبر الصوت ليذهب معظم ذلك الوقت القصير في توصيات وتنبيهات وكأن الخريج لا يزال في آخر سنة من المرحلة الابتدائية؟! وبعد هذا كله عند ظهور نتائج القياس كان هناك تخبط بين ما يعتمد لاجتياز الاختبار من الدرجات الخمس «درجة المهارة العددية، والتربوية ودرجة جميع المهارات، والتخصص، والكلية» وأحدث هذا التخبط بلبلة وشكوكا في مصداقية هذا البرنامج أقراراته فردية أم قائمة على دراسات وبحوث؟! متى ما استطعنا أن ندرك ما نريد الإدراك الأمثل ونتصوره التصور الكامل ونرسم له الخطط المناسبة له ولمحيطه- متى ما استطعنا ذلك – ارتقينا لما نريده ونطمح له بعيدا عن التخبط والعشوائية!