عندما أقام امرؤ القيس فترة في أكناف أجا وسلمى وديار حاتم الطائي، حائل، خلد ذلك في إحدى قصائده عندما قال: تبيت لبوني بالقرية أمنا / وأسرحها غبا بأكناف حائل. كان ذلك قبل أكثر من 1500 عام. كأنما أوحى الملك الضليل امرؤ القيس بهذا البيت ل 15 عالما أتوا من مراكز بحثية عالمية في بريطانيا وكندا وأمريكا، يتقدمهم البروفسور عبد القادر الحيدر من جامعة الملك سعود، أتوا لإجراء بحوث علمية دقيقة على حليب وبول الإبل التي ترعى بمنطقة حائل، التي تتميز مراعيها بتنوع النباتات والأعشاب الطبيعية، التي تتغذى عليها قطعان الإبل في مساحة واسعة في المنطقة، خصوصا بعد الموسم الربيعي، الذي لم تشهد المنطقة مثيلا له منذ ربع قرن. وساعدت الأمطار التي امتدت بانتظام على امتداد المراعي بكل ما حوته من أزهار وأعشاب ونباتات لها خواص طبية وعلاجية، فكيف الأمر إذا تغذت عليها الإبل؟. وإضافة إلى أن فوائد حليب الإبل وبولها ثابتة في السُّنة، فإن الأبحاث الطبية حولهما آخذة في التوسع والانتشار، ومنها دراسة الباحثة فاتن خورشيد حول تأثير بول الإبل على علاج الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى البحث الذي أشرفت عليه الدكتورة أحلام العوضي وقامت به منال قطان حول إنتاج مضاد حيوي من بول الإبل، غير مكلف وسهل التصنيع ويفيد في علاج عدة أمراض جلدية وباطنية، منها التهاب الكبد والسرطان وأمراض المعدة والضعف الجنسي والربو وضعف العظام. كما لا تخفى على أحد فوائد حليب الإبل لاحتوائه على المعادن والبروتين، ولعلاجه كثير من الأوبئة، وتأثيره القوي على جسم الإنسان، وعلاجه حتى مرضى السرطان، علما بأن فريقا علميا نجح في استخدامه كعلاج عام 2005، وقانا الله وإياكم منه. لدينا كنوز أمام أعيننا، وتحت أقدامنا، تنتظر كل باحث وعالم، فتحية إكبار وتقدير لكل عالم وباحث رسمت جهوده بسمة شفاء على شفاه عليل.