يدور في بال البعض عدد من التساؤلات حول تصنيف الخوف من الظلام أو المرتفعات أو الحيوانات المفترسة، هل هو داخل ضمن الرهاب أم لا؟ في حقيقة الأمر، الخوف موجود بصفة طبيعية في النفس البشرية عند الإحساس أو الشعور بخطر ما، وفي حدود معقولة. ولا يمكن تصنيف ذلك ضمن الرهاب أو الخلط بينهما، لأن الرهاب هو الخوف من أي شيء وبصورة مبالغ فيها، تتسبب في تشكل حالة مرضية لدى الشخص، هذه الحالة قد تمنعه من الحضور في مناسبات اجتماعية كثيرة وقد تفوت عليه فرصة تحسين دخله المادي والاقتصادي من خلال تجنب المصاب عددا من الأنشطة، وشعوره بأنه مراقب من الناس المحيطين به في أي تجمع كان. ومن أهم الأعراض النفسية نقص الثقة بالنفس، والشعور بالنقص والدونية، وعدم الشعور بالأمن، والتردد وصعوبة اتخاذ قرار، والجبن وتوقع الشر، والاحتراس الشديد والمبالغة في الحماية، والاندفاع أحيانا، وسوء التقدير، والارتباك والشك المبالغ فيه، والامتناع عن بعض مظاهر السلوك العادي، والسلوك التعويضي. وهناك أعراض ذات طابع اجتماعي، مثل الانسحاب الاجتماعي والعزلة، وسوء التوافق الأسري والزوجي، وضعف القدرة على الإنتاج والعمل، وعدم القدرة على تكوين علاقات وصداقات شخصية. والمصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين، فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارة قوية للجهاز العصبي اللاإرادي، حيث يتم إفراز هرمون يسمى «النور أدرينالين» بكميات كبيرة تفوق المعتاد، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية، لذا ينصح المرضى بالتوجه إلى الأطباء قبل أن تستفحل المشكلة.