عبر قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعهم التشاوري ال 12 في الرياض أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين، عن ارتياحهم بما تم إنجازه في مسيرة التعاون الاقتصادي المشترك منذ عقد الدورة ال 30 للمجلس الأعلى في الكويت في ديسمبر الماضي، وما أصدرته الدول الأعضاء من قرارات تنفيذية لقرارات المجلس الأعلى، وما قامت به اللجان الوزارية بهدف تعزيز ما تحقق في مجالي الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة وزيادة استفادة مواطني دول المجلس منهما، وما اتخذ من خطوات نحو إقامة الاتحاد النقدي لدول المجلس ودخول اتفاقيته حيز النفاذ وإنشاء المجلس النقدي وانعقاد الاجتماع الأول لمجلس إدارته وما اتخذه من قرارات، وسعيه لتحقيق ما أوكل إليه من قبل المجلس من مهام تمهيدا لإنشاء البنك المركزي لدول المجلس وإطلاق العملة الموحدة، وسير العمل في مشروع سكة حديد دول المجلس والمشاريع التكاملية والاستثمارية المشتركة في مختلف المجالات. ووجهوا اللجان الوزارية المعنية بمضاعفة الجهود وتذليل أية معوقات تحول دون تحقيق المزيد من استفادة مواطني دول المجلس من ثمرات التكامل الاقتصادي في مجالي الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، وبالسعي حثيثا لاستكمال متطلبات الاتحاد النقدي وإنجاز مشاريع التكامل المشتركة في البنية الأساسية وفي الاستثمارات المشتركة، خصوصا في التعليم والصحة. وأكد القادة مجددا مواقف دول المجلس الداعمة لحق الإمارات في اتخاذ كافة الإجراءات السلمية لاستعادة سيادتها الكاملة على الجزر الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، ودعوا إيران إلى الاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وحول أزمة الملف النووي الإيراني, جدد القادة تأكيدهم والتزامهم بمبادئ مجلس التعاون الثابتة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، مؤكدين أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، ومرحبين بالجهود الدولية القائمة للتوصل إلى حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني. وفي الشأن العراقي، أكدوا أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وأعربوا عن الأمل بأن تسهم نتائج الانتخابات النيابية العراقية التي أجريت في مارس 2010م بتشكيل حكومة عراقية وطنية بعيدا عن الطائفية والعرقية والتدخلات الخارجية وذلك لإنجاح العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية ورسم مستقبل مشرق للعراق. وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، عبر القادة عن قلقهم البالغ من استمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, وقرار الحكومة الإسرائيلية بترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية، وأعربوا عن الأمل بأن تسهم الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات على المسار الفلسطيني. واستنكر القادة التهديدات الإسرائيلية ضد سورية ولبنان، وأكدوا رفضهم التام لها وللمحاولات الإسرائيلية المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وعبر القادة عن تضامنهم مع السودان، وأشادوا بالجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لحل مشكلة دارفور، وأكدوا دعمهم لوحدة السودان الشقيق، ومبدين أملهم بأن تتضافر جهود الأطراف المعنية لحل أزمة دارفور والتجاوب مع المساعي القطرية في هذا الشأن. وحث قادة دول المجلس أطراف النزاع في الصومال على تحقيق الوفاق الوطني، والحفاظ على وحدة الصومال، وجددوا دعوتهم لكافة الأطراف الصومالية لوقف أعمال العنف. ودعا القادة المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة الصومالية الشرعية بقيادة شيخ شريف أحمد وتقديم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال. وأكد القادة مواقف دول المجلس الثابتة لنبذ العنف والتطرف والإرهاب، وأعربوا عن تأييدهم لكل جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وشددوا على ضرورة تفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات والمؤتمرات الإقليمية والدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب. كما أعرب القادة عن قلقهم من استمرار عمليات القرصنة البحرية في الممرات المائية في خليج عدن والبحر الأحمر وغيرهما، وأكدوا أهمية تضافر الجهود وتكثيف التنسيق الإقليمي والدولي للتصدي لعمليات القرصنة. وأشاد القادة بالقرار الاستراتيجي الذي اتخذه خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. كما أشادوا بالتوجيه الكريم لخادم الحرمين الشريفين ببناء مدينة طبية تتبع جامعة الخليج العربي بالبحرين بتكلفة مليار ريال، بما يعود بالنفع على شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، واعتبروا ذلك خطوة مباركة من شأنها تعزيز أواصر التعاون بين البلدين الشقيقين، ودعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، تحقيقا للأهداف السامية للمجلس. ورحب القادة بنتائج الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مملكة البحرين يومي 4 و 5 جمادى الأولى 1431ه، ولقائه بأخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، منوهين بروح الأخوة والتفاهم والثقة المتبادلة التي سادت أجواء اللقاء. وعبر قادة دول المجلس في ختام اللقاء عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وحكومة وشعب المملكة على مشاعر الأخوة الصادقة والحفاوة وكرم الضيافة التي قوبلوا بها. وكان قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اختتموا برئاسة خادم الحرمين الشريفين في قصر الدرعية بالرياض اجتماعهم التشاوري ال 12. وفي مستهل الاجتماع رحب خادم الحرمين الشريفين بإخوانه قادة ورؤساء وفود دول المجلس في بلدهم الثاني المملكة، وتمنى لهم التوفيق. وشارك في الاجتماع من الجانب السعودي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، كما شارك في الاجتماع أعضاء الوفود الرسمية. وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل في قصر الدرعية بالرياض أمس إخوانه قادة ورؤساء وفود دول المجلس المشاركين في الاجتماع وهم: نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان فهد بن محمود آل سعيد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وخلال الاستقبال رحب خادم الحرمين الشريفين بإخوانه قادة ورؤساء وفود دول المجلس في المملكة، وتمنى لاجتماعهم التشاوري ال 12 التوفيق والنجاح. وتناول قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون طعام العشاء مع خادم الحرمين الشريفين. حضر الاستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل في مطار الملك خالد الدولي قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وصافحهم عند باب الطائرة مرحبا بهم وبمرافقيهم في المملكة. وودع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إخوانه قادة ورؤساء وفود دول المجلس وهم: نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان فهد بن محمود آل سعيد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتمنى لهم سفرا سعيدا. كما كان في وداعهم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمراء، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من المسؤولين .