«ابن الوز عوام»، هكذا يقال.. لكن هل يمكن أن تكون ابنة الوز عوامة هي الأخرى؟. يبدو أن ذلك صحيح، استنادا إلى تجربة فتاة سعودية قررت أن يكون ل «الجينات» دورها الفاعل. ولدت دانية فضل الرحمن مصطفى في مدينة مكةالمكرمة، وهناك تلقت تعليمها حتى اجتازت المرحلة الجامعية في تخصص ديني، بكالوريوس في القرآن الكريم وعلومه، وبعد انتقالها إلى مدينة الرياض عملت هناك معلمة للتربية الإسلامية في مدرسة أهلية لمدة أربعة أعوام. ويبدو أن مهنة التعليم لم تتسع لطموح دانية التي تناهى إلى سمعها ذات يوم، عقب انتقالها إلى مكة مع أسرتها، مشروع «صندوق المئوية» ليبدأ منذ ذلك اليوم فصل جديد في حياتها: «حسبته في بادئ الأمر مؤسسة مالية داعمة لمشاريع الشباب بقروض ذات فوائد، غير أنني بحثت في الإنترنت وسألت عدة صديقات، فشرحن لي أمر الصندوق». انتقلت دانية مصطفى للخطوة الأكثر جرأة، إذ قررت أن تتواصل مع الصندوق، وأن تستثمر ما لديها من خبرة وظيفية وتاريخ عائلي في التجارة والمهن المتخصصة: « تقدمت إلى الصندوق بطلب تمويل مشروعي الذي استدعيت فيه إرث عائلتي في مهنة البصريات، حيث إن جدي طبيب عيون ووالدي عمل في هذه المهنة الدقيقة والمهمة». وبالفعل أتمت التسجيل المبدئي في شعبان عام 1429ه، وبعد إتمامها كل الإجراءات الرسمية للصندوق واشتراطاته وموافقة إدارته على فكرة مشروعها وقبول جدواه الاقتصادية، تمت الموافقة الرسمية، فكان مشروعها المتمثل ب«معرض بصريات» لبيع وتركيب النظارات الطبية والشمسية والعدسات اللاصقة: «استمر تأسيس المشروع ستة أشهر، خصصت فيه قسما للنساء بإدارة نسوية متخصصة، بالإضافة إلى قسم فحص البصر وآخر للتركيب» . اليوم يخطو مشروع دانية مصطفى على درب النجاح بكل اقتدار، حيث يشهد المعرض إقبالا جيدا وسمعته تتنامى في الأوساط الاجتماعية والصحية؛ ما جعلها تخطط لتوسعته من حيث المساحة والإمكانات، بل تعمل على خطة استراتيجية لفتح فروع أخرى ومزاولة تجارة الجملة في المجال نفسه.