التحفظ الذي ظلت تبديه شركات الإنتاج تجاه أجور الفنانين كان محفزا ل » شمس» التي نجحت في التسلل إلى تلك المكاتب البعيدة عن الأنظار والتي تطبخ فيها الصفقات على نار هادئة، وكانت الحصيلة الوصول إلى عقد الفنان حبيب الحبيب الذي وقع مع مؤسسة الصدف ذلك العقد المجزي. المفاجأة لم تكن في الحصول على العقد بل في قيمته، خاصة أن صاحبه ليس من نجوم الصف الأول في الدراما السعودية، حيث كان العقد الرسمي بينه وبين المؤسسة يقضي بحصوله على مبلغ 2.442.000 ريال سعودي، بطريقة الخمس دفعات، حيث جرى الاتفاق على أن يقدم ثلاثة مسلسلات تلفزيوني ة في العام، كل مسلسل منها من 30 حلق ة، ومدة الحلقة تتراوح ما بين 25 و45 دقيقة . حسبة بسيطة وإذا ما كنا فضوليين أكثر وقلنا إنه يحصل في العام على 400 ألف ريال وقسمناها على ثلاثة مسلسلات فإن حصيلة كل مسلسل تساوي 133.333 ريالا، وإذا ما قسمنا أجر المسلسل الواحد على عدد الحلقات ال30 فإن أجر الحلقة الواحدة يصبح 4444 ريال. وما ينطبق على الحبيب يجري على بقية الفنانين المرتبطين بعقود مع نفس المؤسسة وهو نقطة منتصف بين فناني الصف الأول ونظرائهم الأقل شهرة، فإذا كان هناك فنان شاب يأخذ ما يزيد على مليوني ريال ، فالسؤال الذي يقفز مباشرة.. كم سيأخذ فنانو الصف الأول؟! الإجابة في هذه الحالة معروفة وإن كانت الأرقام ستظل حبيسة المكاتب المغلقة حتى إشعار آخر. المالكي.. الشرارة الفنان فايز المالكي هو من أطلق الشرارة الأولى، وكان ذلك عبر مسلسل «أبو شلاخ البرمائي» لصالح القناة الأولى في التلفزيون السعودي، أعقبها توقيعه عقد احتكار مع مؤسسة الصدف لمدة خمسة أعوام حصل فيه، حسب المصادر الخاص ة، على ما يقارب خمسة ملايين ريال، وراشد الشمراني تسلم ما يزيد على ذلك قليلا. وتردد أن الخلافات المالي ة كانت أحد أسباب فسخ المالكي لعقده، لأنه اشتم أن هناك أموالا تتحرك وسط تلك الأعمال، مما دعا ه للبقاء على أعصابه طوال الفترة الماضية لينهيها هذا العام بفسخ العقد. ضد الاحتكار يوسف الجراح وبشير الغنيم كانا على ما يبدو ضد الاحتكار، ففي مسلسل «وشوشة» الذي شاركا فيه حيث ظهر الأول في دور البطولة وحاز مبلغ 250 ألف ريال، ونال زميل ه 200 ألف ريال، إلا أن الاثنين رفضا توقيع عقود احتكار، واكتفيا بالحصول على هذه الأرقام في المسلسلات التي يشاركان بها. علاقة عسيري ب.. البلو ي وإذا ما كان رجل الأعمال ورئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي يتهم دائما بتسببه في رفع أجور لاعبي الكرة، وأحدث ذلك انتقادات واسعة في الوسط الرياضي، فإن المنتج حسن عسيري وبسبب ما يحصل عليه من قناة إم بي سي كان متهما هو الآخر بالمزايدة على أجور الفنانين، ووصولها إلى أرقام قياسية مبالغ بها في أحيان كثيرة. الغانم: الأسعار غير منطقية المنتج والمخرج عبدالخالق الغانم علق على ما يجري بقوله: «هذه الأجور مبالغ فيها، والفنان السعودي أو الخليجي لم يصل إلى هذه الأرقام الفلكية»، مضيفا: «نعم الفنان تضاعف أجره، ولكن لم يصل إلى هذه المبالغ، فعندما أعطي فنانا نصف معروف مليوني ريال كأجر.. كم سأعطي إذن سعاد عبدالله أو حسين عبدالرضا؟!». ويقول الغانم إن تكاليف المسلسلات تضاعفت، ولكن أسعار الفنانين معروفة في السوق وهي في خانة الآلاف وليس الملايين، وعندما يعطي المنتج مبلغا باهظا فهو ينتظر في النهاية عائدا ماديا مجزيا في المقابل. ويتساءل هل يمكن أن يتحقق ذلك؟ من السبب؟! هناك في نهاية الأمر من يقولون إن ارتفاع أجور الممثلين مرتبط بما تدفعه القنوات الفضائية للمنتجين، والقنوات الفضائية مرتبطة هي الأخرى بالمعلنين، ليخلصوا من ذلك إلى أن أهم الأسباب هي المعلن التجاري، وكثرة الأعمال وقلة الممثلين